أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن العلاقات المغربية - الكندية تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة وأن المغرب يعتبر الشريك الخامس لكندا على المستوى الإفريقي، وذلك بنمو للمبادلات لا يقل أبدا عن حاجز 10 في المائة. وأضاف السيد بوريطة، خلال لقاء صحافي عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، أن المغرب يعتبر أيضا وجهة مفضلة للكنديين، حيث زار ما لا يقل عن 130 ألف من مواطني هذا البلد المغرب سنة 2019. وفي هذا الصدد، أبرز السيد بوريطة أن الربط الجوي المباشر بين الدارالبيضاء ومونتريال يعد ميزة سواء على المستوى الإنساني أو الاقتصادي والثقافي. وقال الوزير "لكن إمكانات علاقاتنا الثنائية لديها هامش للتحسن"، مبرزا أنه وفقا لإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن المغرب يريد إقامة شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد مع كندا. وأضاف السيد بوريطة أن هذه الشراكة تشمل حوارا سياسيا منتظما وتشاورا حول القضايا الثنائية والإقليمية وتنسيقا في المحافل الإقليمية والدولية، مسجلا أنه على المستوى الاقتصادي، يتعلق الأمر بتعزيز التطور الإيجابي للتبادلات وتشجيع الاستثمارات الكندية بالمغرب. من جهة أخرى، أكد السيد بوريطة أن المغرب يثمن دور كندا التي كانت دائما "صوتا ذي مصداقية" على المستوى الدولي، مضيفا أن المملكة مقتنعة بأن هذا البلد له مكانته الكاملة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كعضو غير دائم. وأبرز الوزير أنه، نظرا لكونها تشكل نقطة تقاطع بين عدة عوالم، على المستويات اللغوية والجغرافية والجيوسياسية، فإن كندا، من خلال قراراتها وشبكاتها وقيمها، ستثري المداولات داخل هذه الهيئة الأممية وستعزز عملها. وأشار إلى أن البلدين ينسقان أيضا أعمالهما على مستويات متعدد الأطراف، مبرزا أنه باعتبار توليهما للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، فإن المغرب وكندا سيعملان على جعل هذه المنصة الدولية تضطلع بدورها الكامل من خلال عقد شراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية، وخلق إجماع حول القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتكييف جهود المجتمع الدولي مع تطور هذه الظاهرة. كما ذكر السيد بوريطة بأن المغرب، مثله مثل كندا، ينتمي إلى فئة "المتفائلين الأفارقة"، مؤكدا أنه على الرغم من الصعوبات، فإن القارة الإفريقية لديها العديد من الإمكانات وتمثل مستقبل المجتمع الدولي. وختم الوزير أن المغرب طور سياسة إفريقية قائمة على التضامن، بالإضافة إلى عرض فريد للتجارة والاستقرار والأمن، وبإمكانه، في هذا الصدد، لعب دور أرضية الولوج لكندا على القارة الإفريقية.