قال الرئيس النجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو إن القارة الإفريقية وبإحداثها لمنطقة التبادل الحر الإفريقية ستصبح قادرة على تكسير القطبية التجارية والإقتصادية العالمية. تصريح أوباسانجو ، الذي حكم نيجيريا خلال الفترة ما بين 1999 إلى 2007، جاء في حوار خاص مع موقع القناة الثانية على هامش مشاركته في مؤتمر "حوارات أطلسية،" التي نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بمدينة مراكش. وقال أوباسانجو إنه وفي منتصف القرن الماضي وبينما كان العالم كان يبحث عن الأمن والسلام، والإستقرار والتنمية، ، أنتج النظام العالمي قطبية ثنائية بين أمريكا والإتحاد السوفياتي، مشيرا إلى أن العالم حقق فعلا السلم بعد نهاية الحرب الباردة في الستينيات، لكنه لم يحقق "المساواة، العدالة والديموقراطية." وأضاف نفس المتحدث أنه وبالرغم من تأسيس الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها من أجل وضع حد للفوارق بين المناطق وتحقيق العدالة والمساواة، إلا أنه حققت فقط نواعا من الأمن، دون أن تحقق تعدد الأطراف، وهو ما فتح المجال لقطبية اقتصادية جديدة، بين أمريكا والإتحاد الأوروبي والصين. "اليوم نحن نتحرك من حقبة إلى أخرى، وهناك الكثير من عدم اليقين بشان استقرار العلاقات الانسانية والتجارة. وأعتقد أنه بالنسبة لنا كأفارقة، يجب علينا الحذر وليس الخوف، لأنه من الممكن أن نحصل على عالم أفضل. ربما سيكون معتدد الأطراف، وليس قطبيا، وهو ما من شأنه تحقيق تنمية شاملة للعالم،" يقول الرئيس النيجيري السابق، موضحا أن " القارة الإفريقية وفي سنوات الستينيات، أسست منظمة الوحدة الإفريقية، واًصبحت مندمجة سياسيا واقتصاديا، لكنها لم تحقق الكثير. لكن في السنة الأخيرة، قام الإتحاد الإفريقي بتأسيس اتفاق للتبادل التجاري الحر. وهي مبادرة فريدة ومهمة جدا، لأن القارة الإفريقية بأكملها أصبحت سوقا كبيرا يمكن أن ينافس الأسواق العالمبية الكبرى ، من قبيل الصينوأمريكا وأوروبا. وهذا ما سيحدث تعدد الأطراف الذي تحدثه عنه، وسيكسر القطبية." وأشار أوباسانجو إلى أن إفريقيا" حققت استقالالها قبل 50 سنة، وناضلت من اجل تحقيق الوحدة. أما والآن، فقد وصلنا إلى مرحلة الإندماج الإقتصادي. إن سنة 2018 تعتبر مرحلة مهمة في استكمال استقلال القارة الإفريقية اقتصاديا. وبدأنا أيضا تنظيم قممم لأعمال بين-إفريقية، وهو أمر لم يحدث من قبل. ونحن الآن، نتحدث عن احتمال إصدار جواز سفر موحد خاص الإتحاد الإفريقي. بالنسبة لي، فأن هذا الأمر شيء يجب أن نفتخر به. " وشدد نفس المتحدث على أنه يجب التركيز على التفعيل الناجع لاتفاقية التبادل الحر بعد دخولها حيز التنفيذ شهور يوليور المقبل، مقللا في نفس الوقت من الإضطرابات الإقليمية والعالمية. "فما يحدث الآن هو إيجابي بالنسبة للقارة الإفريقية، وهو يحدث في سياق يعرف تحولات عالمية. لكن نسميه بعدم اليقين والإضطراب العالمي، يعتبر في السياق الإفريقي تشويشا على تقدم القارة الإفريقية،" يضيف نفس المتحدث. وخلص أولوسيجون أوباسانجو إلى أن التحديات الأساسية التي يجب على القارة الإفريقية التركيز عليها تكمن أساسا في تعزيز البنيات التحتية من أجل تسهيل عمليات نقل البضائع وتنقل الأفراد، إضافة إلى تطوير الصناعة التكنولوجية والذكاء الإصطناعي بالقارة الإفريقية، ومحاربة آثار التغيرات المناخية، والتي، وفق أولوسيجون أوباسانجو، "تعتبر حقيقة مرة تهدد الشعوب و ليست ضربا من خيال العلماء."