لقيت الأعمال الفنية والدرامية الوطنية التي عرضت خلال شهر رمضان انتقادات من مجموعة من المواطنين، وصلت إلى حد وضع شكايات وجهت إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، يشتكون من بعض الأعمال التخييلية المعروضة على القنوات التلفزية الوطنية تتضمن مشاهد وحوارات تعتبرها تمس بمهن معينة ومسيئة لمنتسبيها، وطالبوا بإيقاف بث بعض هذه الإنتاجات. وحول هذا الموضوع، حاور موقع القناة الثانية، ضمن فقرة "3 أسئلة"، رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين. نص الحوار.. في ظل الانتقادات الموجهة والشكايات على الانتاجات الوطنية السمعية البصرية المعروضة في شهر رمضان، هل ترون ذلك محاولة للتضييق على هذه الإنتاجات وحرية الإبداع والتعبير؟ بالفعل هذه الشكايات المتواترة لا تدخل في إطار الملاحظات الفنية على الأعمال الرمضانية بقدر ما تدخل في محاولات للتضييق على حرية الإبداع فهي سلوك عبثي من جهة، ومن جهة أخرى، أنه يبقى للجمهور والنقاد الحق والحرية في إبداء رأيه وتقييم الأعمال الفنية والدرامية، لكن أن يكون ذلك دون أية محاولة للتضييق على حرية الإبداع أو المس بها. لذا نرى أن هناك فرق بين التقييم ومحاولات لإيقاف العمل الفني والتضييق عليه بدعوى أن الأعمال المصورة تنقل مهن معينة والشخصيات تنتمي إلى الواقع، ولهذا أقول فإن الشخصيات المتخيلة من قبل المبدع لها ما يشبهها في المجتمع على وجه التخصيص لا على وجه الإطلاق والتعميم هذه مسألة متعارف عليه منذ القدم. في نظركم هل هذه الانتقادات صحية بناءة أم فقط الهدف منها تقليل من مجهود عمل الفنانين المغاربة؟ في رأيي هذه الانتقادات هي غير صحية بتاتاً، وبعيدة كل البعد عن مفاهيم ومعايير النقد الفني، لأنها تسعى فقط إلى ضرب جهد الفنان والتقليل منه وليس العكس. بالرغم من أزمة كورونا، إلا أن لافت هذه السنة هناك غزارة في الإنتاجات الوطنية، هل هي في صالح المشاهد المغربي أم أنه يضيع وسط هذا الكم من الانتاجات؟ في نظري، أنه كلما كان التنوع والتعدد في إنتاجات الدرامية التلفزيونية أتيح الاختيار للمشاهد المغربي، ثم مسألة ضياع الإنتاج الفني لا أتفق مع ذلك على اعتبار أن العمل الفني يعاد بثه بعد شهر رمضان من طرف المتعهد بالسمعي البصري مما يمكن المشاهد المغربي من متابعة هذا الإنتاج.