يراهن منتدى أبو ظبي لتعزيز السلم على استراتيجية استباقية شمولية ومندمجة في مجال طرق وسبل مكافحة الإرهاب والتطرف تجمع بين شتى الجوانب القانونية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، مما يجعل من هذا المنتدى رائدا وشريكا استراتيجيا مشهودا به ولا محيد عنه على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأثبتت هذه الاستراتيجية الاقتراحية الوقائية المتكاملة نجاعة منقطعة النظير في إعطاء تفاصيل دقيقة علمية للتصدي للمخاطر الإرهابية عبر توصيات في المؤتمر الأول في موريتانيا … هذا وخلال كلمة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية توجه بالشكر الجزيل إلى صاحب السماحة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، على تنظيم هذه النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، وكذلك على ما دأب عليه سماحته من تكريس علمه ودقيق فهمه لكبريات قضايا العصر وما تنطوي عليه من تحديات جسيمة لترسيخ السلام والمودة والإخاء بين شعوب العالم. وغني عن البيان اليوم، أن التطرف وما ينشأ عنه من عنف وإرهاب يحصد أرواح الأبرياء ويلحق بالغ الضرر باقتصاديات العديد من البلدان وبأمنها واستقرارها، يشكل اليوم، خاصة في قارتنا الإفريقية، خطرا محدقا يهدد كيانات الدول ويسد كل آفاق الاستقرار والتنمية. ونظرا لتعقد ظاهرة التطرف والإرهاب بحكم تشابك عواملها المتعددة، فقد تبنت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في مواجهتها استراتيجية مندمجة ومتكاملة لم تقتصر على البعد العسكري والتنموي فقط، بل شملت كذلك بعدا فكريا هو محور أساسي في بنيتها العامة، إذ التطرف في الأفكار هو غالبا منشأ التطرف والعنف في الأفعال، فالفكر المتطرف يجد في هشاشة الأوضاع الاجتماعية والظلم والفقر والجهل والبطالة، بيئة مواتية للنمو والانتشار في الجسم الاجتماعي خاصة في فئة الشباب ليتحول على إثر ذلك إلى عنف إرهابي فعلي هادم وفتاك. صحيح أن الانتصار على الإرهاب يستلزم ضرورة كسر شوكته العسكرية وكذلك حرمانه من بيئة مواتية بالعمل على مكافحة الجهل والبطالة والفقر وعلى إقامة دولة قانون راسخة الأساس وبناء تنمية شاملة مستديمة، ولكنه يتطلب كذلك في المرتبة الأولى، العمل على تنقية العقول من بذور التطرف الفكري بإشاعة ثقافة السلام والمحبة والإخاء وبنشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من تسامح ووسطية وإخاء والذب عنها في وجه قراءات منحرفة وتأويلات منحرفة. العلامة ولد بيه: نسعى للقيام بعمل جاد يوقف دائرة التطرف والعنف والإرهاب
هذا ومن جهته شكر رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الشيخ عبد الله بيه، رئيس الجمهورية والحكومة الموريتانية على استضافتها للنسخة الثانية من مؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا. وأضاف في مداخلته خلال افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، اليوم الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات (المرابطون) في انواكشوط، أن تبني موريتانيا لهذا المؤتمر تثمنه كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم جهود السلام والمصالحات في مختلف دول العالم وبخاصة في إفريقيا انطلاقا من رؤية ثابتة بأهمية التعايش والتصالح في مختلف دول العالم. وقال إن المؤتمر اختار أن يكون شعار نسخته الثانية بذل السلام في العالم لإبراز ما تحمله كلمة السلام من دلالات تحث على المحبة والتعايش والإخاء وكلما يؤدي إلى الخير. وأشار إلى أن اللقاء يطمح للقيام بعمل جاد للسلام، مشيرا إلى أن الأسئلة التي يجب أن تطرح هي كيف نوقف دائرة التطرف والعنف والإرهاب. واستعرض رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ما يجب أن يقوم به العلماء والحكومات والشباب في هذا الإطار من توجيه ونصح وإرشاد وتنمية تقضي على الجهل والتخلف وتخلق فرص العمل. وقال إن ما حظي به إعلان انواكشوط الصادر سنة 2020 من تثمين من جهات عديدة وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي الذي تبناه في قمته، يدل على أن هذا المؤتمر يسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن هذا التقدير يعكس المكانة التي تحظى بها موريتانيا في محاظرها وحواضرها وفي ماضيها وحاضرها.