ظاهرة غريبة عرفتها البطولة المغربية في السنوات الأخيرة، تتمثل في تألق مجموعة من اللاعبين المتقدمين في السن، حيث يصنعون الفارق في أنديتهم بل يصبحون من نجوم البطولة، حيث أن تقدمهم في العمر لم يزدهم إلا نضجا، بدليل أنهم يعتبرون علامات فارقة داخل أنديتهم، وعناصر مؤثرة في التشكيل. وتراهن مجموعة من الأندية على خبرة اللاعبين وتجربتهم، وتعطي الأولوية لهذا العامل على حساب الشباب، لذلك يفضل مجموعة من المدربين الاعتماد على لاعبين متقدمين في السن. ويستحق عزيز الكيناني حارس الدفاع الجديدي كل الإشادة والتنويه على المشوار الذي يخوضه، حيث يعتبر نموذجا لكل الشباب الذين يرغبون في النجاح في مشوارهم. ورفض الكيناني صاحب ال 40 عاما، والذي لعب لأندية المكناسي والكوكب المراكشي واتحاد طنجة والمغرب التطواني والمغرب الفاسي قبل الانتقال للدفاع الجديدي، أن يضع قفازيه ويستسلم لعامل السن. وظل عصام الراقي (35 عاما) قائد الرجاء البيضاوي نموذجا أيضًا للاعب الطموح والخلوق، فبعد عدة تجارب بالخليج عاد للبطولة المغربية، وأكد أنه لم يفقد شيئا من مستواه، وانخرط بسرعة مع الرجاء وبات واحدا من أفضل لاعبي الوسط في الدوري المحلي، حيث أثبت هو الآخر أن السن لم يزده إلا نضجا وثقة. ولم تكن مطاردة مجموعة من الأندية لعبد الصمد المباركي قائد شباب الريف الحسيمي من العدم، وإنما للعطاء الذي يقدمه مع فريقه، حيث يعتبر طائرا نادرا في البطولة، في ظل افتقاد الأندية لصناع اللعب وأصحاب التمريرات الحاسمة التي تميز المباركي الذي يبلغ من العمر 35 سنة. وفي سن 39 سنة مازال النادي القنيطري يعول على قائده رشيد برواس الذي عاصر الكثير من الأجيال، ورغم الصعوبات التي يجدها القنيطري في كل موسم، إلا أن برواس دائم الحضور ليساعد فريقه من أجل تحقيق هدف البقاء وتفادي الهبوط. ومن بين النماذج الأخرى، فهد الأحمدي حارس حسنية أكادير الذي سيكمل عامه ال 37 في شهر مارس، والذي مازال يمارس مع الفريق الأكاديري بنفس المستوى، إلى جانب أيضا أحمد أجدو الذي يقود باقتدار شباب قصبة تادلة حيث سيصل لسن ال 35 بعد 3 أشهر، وعبد الإله منصور (35 عاماً) يقود باقتدار دفاع شباب خنيفرة.