اختير إدواردو باوزا بطل الدوري في الأرجنتينوبيرو والإكوادور، والفائز مرتين بكأس ليبرتادوريس ومرة بكأس ريكوبا سودأميريكانا، مدربا جديدا على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده الأرجنتيني لكرة القدم، وهو يحمل مهمة ثقيلة تتمثل في إعادته للألقاب الغائبة عن خزائنه منذ 23 عاما، وبعد ثلاثة نهائيات متتالية بدون نجاح. وسيتعين على باوزا (58 عاما)، الساعي لإعادة التانجو إلى القمة بداية من مونديال روسيا القادم، إقناع نجم "التانجو" ومهاجم برشلونة، ليونيل ميسي، بالعدول عن قراره بالاعتزال الدولي، والذي اتخذه بعد الفشل الشهر الماضي في الفوز ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) في نسختها الاستثنائية. فباوزا متفائل بإمكانية إقناع ميسي بالعدول عن قراره، خاصة وأن كليهما مسقط رأسه مدينة روساريو بمقاطعة سانتا في الأرجنتينية. وكان باوزا أول مدرب يجلس معه أرماندو بيريز، رئيس اللجنة المسيرة لأعمال الاتحاد الأرجنتيني للعبة، للتفاوض معه بخصوص ليكون مدربا جديدا ل"التانجو"، والرحيل عن صفوف ساو باولو البرازيلي الذي لم يكمل معه ثمانية أشهر. وقال المدرب المعروف ب"الباتون"، أي صاحب القدمين الكبيرتين، في مؤتمر صحفي عقب الإعلان عن تعيينه مدربا للأرجنتين "أتشوق كثيرا لخوض هذا التحدي الجميل، والأهم في مشواري. فمن لا يرغب في قيادة المنتخب؟". والتقى مسؤول الاتحاد أيضا بكل من ميجل أنخل روسو ورامون دياز وريكاردو لومباردي، وإزاء رفض خورخي سامباولي، مدرب إشبيلية، ودييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، وإدواردو بيريزو، مدرب سيلتا فيجو، وماوريسيو بوكيتينو، مدرب توتنهام، ومارسيلو جاياردو، مدرب ريفر بليت، تقرر إلحاق المسؤولية لباوزا. ودوليا، كان باوزا قد استدعي كلاعب ضمن منتخب بلاده في مونديال 1990 بإيطاليا والتي حلت فيها الأرجنتين وصيفة، لكنه لم يخض أي لقاء. وارتدى باوزا قمصان أندية روساريو سنترال، الفريق الذي تألق معه كلاعب وتوج معه بلقب الدوري المحلي مرتين ويعد من أساطيره وهدافيه رغم كونه مدافعا، وإندبنديينتي ولعب أيضا في بارانكيا الكولومبي وتيبورونيس روخوس المكسيكي. واستهل مشواره كمدرب مع روساريو سنترال وحل معه وصيفا بدوري نسخة 1999 ووصيفا أيضا بكأس كونميبول 1998 وقاد الفريق للعودة للمشاركة في كأس ليبرتادوريس عامي 2000 و2001. بعدها انتقل لقيادة فريق فيليز سارسفيلد لموسم واحد، وكولن أيضا لنفس المدة، دون أن يحقق كثيرا من النجاحات، قبل أن يقرر تغيير الأجواء ويقود سبورتنج كريستال في بيرو، ليحقق معه لقب الدوري في 2004. وعاد مجددا إلى كولن في موسم آخر سريع، قبل أن يحط الرحال للدوري الإكوادوري ويحقق لقبه مرتين مع ليجا دي كيتو في 2007 و2010 إضافة لكأس ليبرتادوريس في 2008 والريكوبا سودأميريكانا في 2010 على مرحلتين، قاد في منتصفهما نادي النصر السعودي في 2009. وعاد مجددا إلى كرة القدم الأرجنتينية في 2014 لقيادة سان لورنزو وفاز معه في هذا العام للمرة الأولى في تاريخ هذا النادي بلقب كأس ليبرتادوريس. وفي ديسمبر/كانون أول 2015 تولى مسؤولية ساو باولو البرازيلي، الذي وصل معه هذا العام لنصف نهائي كأس ليبرتادوريس، ليعد المدرب الوحيد الذي يصل للمربع الذهبي بهذه البطولة، الأعرق على مستوى أندية أمريكا الجنوبية، مع أربعة فرق مختلفة، حيث كان قد بلغ هذا الدور في 2001 أيضا مع روساريو سنترال. وتمتاز الفرق التي يقودها باوزا بالصلابة الدفاعية والالتزام التكتيكي، ودائما ما يدفع بأربعة مدافعين ولاعبي وسط مدافعين وثلاثة لاعبي وسط أصحاب مهاجم هجومية ومهاجم صريح. ورغم أنه دائما ما يهتم بتجنب دخول مرماه أية أهداف، لكنه يدفع في العديد من المباريات بمهاجمين يمتازون بالسرعة كجناحين لمساعدة رأس الحربة. وكان عقد باوزا مع ساو باولو يتضمن شرطا يسمح له بفسخ تعاقده مع الفريق إذا تسلم عرضا لتدريب أي منتخب وطني. وينتظر أن يقود باوزا أولى مبارياته مع الأرجنتين في أول سبتمبر/أيلول القادم بمواجهة قوية أمام أوروجواي في ميندوزا الأرجنتينية، ضمن سابع جولات تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ، وسيزور بعدها بخسمة أيام فنزويلا في ميريدا. وتحتل الأرجنتين المركز الثالث في جدول التصفيات برصيد 11 نقطة، وبفارق نقطتين عن صاحبي الصدارة، أوروجواي والإكوادور، علما بأن المنتخبات صاحبة المراكز الأربعة الأولى تتأهل مباشرة لنهائيات روسيا، بينما يخوض الخامس مباراتي ملحق الفيفا. وكان آخر لقب حققته الأرجنتين في عام 1993 (كوباأمريكا) عندما فازت في النهائي 2-1 على حساب المكسيك بالإكوادور، وخسرت في العامين الماضيين ثلاثة نهائيات (كأس العالم 2014 أمام ألمانيا في الوقت الإضافي وكوباأمريكا 2015 و2016 أمام تشيلي بركلات الترجيح).