210 آلاف دولار تؤجل إقالة برادلي بعد فضيحة «كوماسي» المنتخب المصري يتعرض إلى خسارة قاسية أمام غانا (أ (القاهرة، أف ب) – أجل مجلس إدارة اتحاد الكرة قرار إقالة الأميركي بوب برادلي، المدير الفني للمنتخب المصري، انتظارا لتقديم أعضاء الجهاز بالكامل استقالة جماعية، بما يعفي اتحاد الكرة من دفع الشرط الجزائي الموجود في عقد برادلي، والذي يبلغ راتب ستة أشهر، أي ما يساوي 210 آلاف دولار، حيث يحصل شهريا على 35 ألف دولار. وقال أحمد مجاهد عضو المجلس، إن الاتحاد سيجتمع يوم الاثنين المقبل، لبحث أمر الجهاز بعد الإطلاع على تقرير سيف زاهر رئيس البعثة، مبيناً أن التعجل في إقالة برادلي ليست في مصلحة الكرة المصرية، خصوصا وأن تأهل غانا بات محسوماً، مشدداً على أن الاتحاد مجبر في الإبقاء على برادلي، على اعتبار أن عقده ينتهي بانتهاء التصفيات في حال عدم تأهله، وواصل: "نحن مجبرون على بقاء المدير الفني إذا لم يتقدم هو باستقالته". من جانبه، أكد بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الأول، أن حلم الوصول للمونديال أصبح شبه مستحيل، بعد الهزيمة 6-1 أمام غانا في ذهاب المرحلة النهائية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، وقال: "أتمسك بالأمل الضعيف للوصول للمونديال، ورفض المدير الفني تحميل اللاعبين مسؤولية الهزيمة الثقيلة، مؤكدا أنه وحده يتحمل نتيجة تلك الخسارة. وتابع برادلي: "غانا نجحت في خطف اللقاء وسيطروا على مجريات المباراة، بسبب العبء النفسي الواقع على اللاعبين نتيجة ما يسمى بعقدة المونديال"، وواصل: "حاولنا لعب كرة هجومية لإجبار المنافس على التراجع للخلف، لكن ظروف المباراة لم تخدمنا بإحراز غانا هدفاً مبكراً، وتسجيلها للهدف الثالث بعد ثلاث دقائق من إحراز أبو تريكة للهدف". وأضاف برادلي: "الحظ عاند المنتخب بداية من إصابة حسام عاشور، ثم شريف إكرامي في الشوط الثاني، مما كلفنا تغييرين كان الفريق فى حاجة إليهما"، وأشار إلى استعداده للتقدم باستقالته إذا ما رغب مسؤولو الاتحاد في ذلك، مشدداً على أنه سيعقد جلسة مع أعضاء المجلس فور عودته للقاهرة لبحث الموقف. من ناحية أخرى، طالب أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بتأمين بعثة المنتخب لدى وصولهم إلى مطار القاهرة أمس، خصوصا بعدما توعدت الجماهير منتخب مصر على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وطالبوا بإقالة برادلي ورحيل مجلس الجبلاية. على الجانب الآخر، ينوي محمد أبو تريكة، صانع ألعاب النادي الأهلي والمنتخب المصري، إعلان اعتزاله اللعب الدولي، عقب الهزيمة المؤسفة التي تلقاها، أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف في ذهاب الجولة الأخيرة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. وظهر أبو تريكة عقب مباراة غانا، في حالة نفسية سيئة للغاية، حتى أنه قام بتعنيف زملائه داخل غرف خلع الملابس، مبدياً ضيقه الشديد من عدم تحمل اللاعبين المسؤولية والأداء بشكل رجولي، خصوصا وأن المنتخب الغاني كان يخشى المواجهة مع المنتخب المصري. وتحدث أبوتريكة لأحد أعضاء الجهاز الفني حول نيته في الاعتزال، لكن الأخير نصحه بعدم إتخاذ قرار انفعالي، والابتعاد عن إثارة الجماهير ضده في الوقت الراهن. وسبق لأبو تريكة أن أعلن أن مونديال البرازيل سيكون أمله الأخير، وأنه يعتزم الاعتزال دوليا حال الفشل في التأهل، وعقب المونديال في حال الصعود. في شآن آخر، استفسر الجهاز الفني للنادي الأهلي من الجهاز الطبي للمنتخب، عن حالة الثنائي شريف إكرامي حارس المرمى وحسام عاشور، بعد خروجهما من مباراة غانا بسبب الإصابة، حيث غادر إكرامي بداعي الإصابة في الركبة، فيما خرج عاشور نتيجة إصابة في الكتف، ويسعى الجهاز الفني للأهلي بقيادة محمد يوسف لمعالجة لاعبيه الدوليين نفسيا، عقب الهزيمة المذلة، قبل مواجهة القطن الكاميروني يوم الأحد المقبل، في لقاء العودة بالدور نصف النهائي بدوري آبطال أفريقيا. وسيطرت مشاعر الإحباط والصدمة على جموع مشجعي كرة القدم في مصر بعد هزيمة منتخب مصر بستة أهداف لهدف أمام منتخب غانا في الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم البرازيل 2014، ما يجعل فرصة مصر في الوصول إلى البطولة شبه مستحيلة. وفي مدينة كوماسي الغانية، خسر منتخب مصر الملقب بالفراعنة بستة أهداف لهدف وحيد أمام منتخب غانا في ذهاب الدور النهائي من التصفيات الافريقية. وفيما كان يخفي وجهه الباكي خلف كفيه، قال محمود شوقي: "من الصعب جدا تحمل هذه الهزيمة القاسية في العيد"، فيما سيطرت الصدمة على زملائه أمام شاشة كبيرة في منطقة مقاهي البورصة في القاهرة. وهذه الهزيمة هي الاسوأ لمنتخب مصر لكرة القدم منذ الهزيمة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات العام 1999. وخرج آلاف المصريين إلى الشوارع لمشاهدة المباراة معربين عن الأمل بانتصار مع أول أيام عيد الأضحى المبارك. وعلى وقع الألعاب النارية، ألهبت مجموعة من الشباب المشجعين باستخدام طبلة عملاقة، ليهتف الجميع خلفهم "مصر..مصر". والأجواء التي بدت احتفالية كانت تنتظر نصراً ما، إلا أن الحماس سرعان ما تحول إلى صمت ووجوم مع توالي دخول الأهداف مرمى منتخب مصر. ومع الهدف الخامس لغانا، أصيب شاب بالإغماء بعدما دخل في نوبة عصبية مفرطة حزنا على اتساع فارق النتيجة. وبدأ المشجعون بمغادرة المقاهي، بعدما فقدوا الامل في تعويض النتيجة. وبحزن شديد قال الطالب علي حسن (18 عاما) وهو ينكس علم مصر خلف ظهره "حلم كأس العالم انتهى.. انه كابوس"، فيما قال صديقه أحمد مرزوق وهما يغادران الساحة "لم نتوقع هذه الهزيمة أبدا"، وتابع بغضب "الهزيمة ستزيد من الاحباط الكبير الذي نعيش فيه". وشكلت مباراة مصر وغانا للكثيرين فرصة لتوحيد البلاد المنقسمة منذ عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الفائت. وبإحباط بالغ، قال الطالب الجامعي أحمد بدر (20 عاما): "كنا نحتاج الفوز لرفع روحنا المعنوية والخروج من خلافاتنا السياسية والدينية". لكن النتيجة القاسية وغير المتوقعة أطاحت احلام الجميع، وأصابت ملايين المصريين بمزيد من الاحباط والصدمة. وأطبق الصمت على شوارع القاهرة التي لا تزال تنتظر فرحة ما تنسيهم الأوضاع الأمنية المضطربة والأزمة الاقتصادية الراهنة. وقال السائق فوزي السيد وهو يخرج مطأطأ الرأس من مقهى في حي الدقي: "اللاعبون انفسهم متأثرون بالأوضاع السيئة في البلاد، الهزيمة طبيعية في هذه الظروف". ويحل منتخب غانا ضيفا على مصر في لقاء العودة في التاسع عشر من نوفمبر في القاهرة، لكن هزيمة أمس الأول الكبيرة جعلت فرص المصريين شبه مستحيلة في الوصول لكأس العالم 2014. ولم تتأهل مصر لكأس العالم منذ العام 1990 الذي استضافته إيطاليا، ويبدو أن على المصريين انتظار أربعة أعوام أخرى لتجديد حلمهم مرة أخرى.