قليلون هم المدربون المغاربة الذين نالوا شرف قيادة المنتخب المغربي في إحدى دورات كأس أمم إفريقيا، فبعد الثلاثي حمادي حميدوش و بادو الزاكي و امحمد فاخر، جاء الدور على المدرب الطموح رشيد الطاوسي الذي سيتولى قيادة سفينة الأسود في كان جنوب إفريقيا. يعتبر رشيد الطاوسي البالغ من العمر 56 سنة من المدربين المغاربة الذين تمكنوا من دخول قلوب الجماهير المغربية قبل دخول تاريخ الكرة بهذا البلد، حيث شكلت قيادة الطاوسي لمنتخب الشبان إلى الفوز بكأس إفريقيا للشبان سنة 1997 علامة فارقة في تاريخ هذا المدرب، الذي سيعود بعد 14 سنة ليكتب التاريخ من جديد بألوان فاسية، بعدما قاد نمور الماص في عام 2011 إلى تحقيق ثلاثية تاريخية (كأس العرش، كأس الاتحاد الإفريقي، كأس السوبر الإفريقي). و بعد كل هذه الإنجازات كان لابد من إعطاء الفرصة لابن مدينة سيدي قاسم كي يتولى تدريب المنتخب المغربي الأول خلفا للبلجيكي المقال إريك غيرتس، لينجح الطاوسي في أول اختبار له رفقة الأسود بعدما قادهم إلى التأهل إلى كان 2013 بعد الفوز برباعية بيضاء على منتخب الموزمبيق ليدخل الطاوسي بعد ذلك في مرحلة الإعداد للعرس الكروي المقرر إقامته ببلاد مانديلا و بعدما اختار الطاوسي 23 أسدا لخوض غمار النهائيات القارية مستبعدا أسماء وازنة كالعميد السابق الحسين خرجة و عادل تعرابت و مروان الشماخ و امبارك بوصوفة، آثر إقامة معسكر إعدادي بجنوب إفريقيا أسبوعين قبل انطلاق الكان، من أجل الاستئناس بأجواء بلاد البافانا بافانا. و بالعودة إلى لغة الأرقام فقد خاض الطاوسي منذ توليه مهمة تدريب الأسود إلى حدود كتابة هذه السطور 6 مباريات رفقة المنتخب المغربي،(1 رسمية، 5 ودية) فاز في 3 و تعادل في مبارتين فيما انهزم في مباراة واحدة، و هي حصيلة لا يمكن أن تعطينا خلاصات نهائية حول مستوى النخبة الوطنية ليظل الاختبار الحقيقي متمثلا في خوض غمار الكان. و سيكون الطاوسي مطالبا بتجاوز منتخبات جنوب إفريقيا و أنغولا و الرأس الأخضر من أجل التأهل للدور الثاني الذي يعد الهدف الأول لربان سفينة الأسود حسبما ما صرح به غير ما مرة لوسائل الإعلام. فهل سيقود الطاوسي أسوده للزئير بقوة في أدغال جنوب إفريقيا انطلاقا من مباراة الغد أمام أنغولا ؟ أم أن دار منتخبنا ستظل على حالها حتى “كان” آخر ؟