تأكد أن "البوليساريو" واحدة من الروافد الأساسية التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إن لم يكن البوليساريو و قادتها أنفسهم هم تنظيم القاعدة في هذه المنطقة، وذلك من خلال تجنيد القاعدة من طرف أبناء البوليساريو ومن الأموال " السائبة، التي يتسلمها القادة في الجبهة بتندوف باسم المساعدات الإنسانية فيذهب جزء منها إلى جيوب هؤلاء القادة فيما يذهب الجزء الآخر إلى المساندة المالية و اللوجيستية المتمثلة في العتاد الحربي . التأكيد جاء على لسان الخبير السويدي ماغنوس نوريل الذي ذهب مؤخرا ،خلال اجتماع نظم مؤخرا بمبادرة من مجموعة التفكير "المنتدى العالمي الحرلستوكهولم"،بالتشديد على أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يجند أعضاءه من ضمن عناصر "البوليساريو". الخبير السويدي حذر من هذا التعاون الثنائي القائم في المنطقة مشيرا إلى أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الإرهابي يجند أعضاءه من ضمن عناصر "البوليساريو" في مخيمات تندوف في الجزائر، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الحميدة بقيادة المغرب إلى التعاون بين دول المنطقة بهدف استتباب الأمن و الاستقرار لفائدة الشعوب، في حين تذهب الجزائر في فلسفتها المبنية على الإرهاب و تصديره ، عن طريق البوليساريو، إلى تعكير صفو هذا الأمن و وضع بدل العصا الوحيدة عصي بالجملة ضد تحقيقه لكونها اعتادت العيش في اللاأمن و في عدم الاستقرار و هما العالمان اللذان "تقتات" منهما كما تقتات الضفادع في الماء العكر لتعيش . ومن يتكلم عن علاقة القاعدة في المغرب الإسلامي بجبهة البوليساريو لابد له أن يستحضر السنوات التي عاشتها الجزائر من حرب أهلية طويلة بسبب الإرهاب الداخلي الذي حاولت أن تصدره عبر العديد من القنوات إلى بلدان الجوار قبل أن تحصره في بؤر ظلت تنشط فيها على شريط دول الساحل و جنوب الصحراء. الخبير السويدي اكد أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي يجند أعضاءه من ضمن عناصر "البوليساريو" في مخيمات تندوف، يتعاون مع جماعات إرهابية أخرى، مثل تنظيم "الشباب" و في ذلك إشارة واضحة إلى منظمات إرهابية لها علاقة مع الجزائر خرجت إلى الوجود من خلال الحرب الاهلية المذكورة. وأضاف نوريل، المستشار لدى المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية الكائن مقرها في بروكسيل، أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" جند مؤخرا مسؤولا كبيرا في "البوليساريو" لتنفيذ هجمات باسم الجماعة في بعض البلدان، ضمنها النيجر. وأشار الخبير السويدي، إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يمول عملياته من خلال اختطاف مواطنين غربيين والاتجار في المخدرات في إطار معادلة تجمع بين الجرائم العادية والدوافع الأيديولوجية والدينية. ولدى حديثه عن قرار السويد إرسال 250 جنديا إلى مالي، ذكر الخبير في شؤون الإرهاب بأن بلاده كانت على الدوام تشارك في عمليات حفظ السلام، مضيفا أن القوات السويدية ستؤمن العمليات اللوجستيكية ومراقبة الأجواء. وأكد نوريل أن فرنسا، وإن تدخلت عسكريا في مالي خلال السنة الماضية، لم تتمكن من القضاء على الجماعات الإرهابية الإسلامية التي تنتشر في شمال وشرق هذا البلد، مضيفا أن هذه الجماعات مسلحة بشكل جيد وتتعاون فيما بينها. وقال إن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لبلدان منطقة الساحل، مضيفا أن هذه المنطقة تعد ملاذا لمختلف الجماعات الإرهابية والإجرامية التي تنشط في تهريب المخدرات والاتجار بالبشر. وأشار الخبير السويدي إلى أن الجماعات الإرهابية تريد نشر عدم الاستقرار في بلدان المنطقة بهدف إنجاح أيديولوجيتها.