وقع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الجمعة الماضية بالرباط، عقدا من نوع "بوت" (بناء، تشغيل، نقل ملكية)، باستثمار بقيمة مليار درهم يهم تقوية تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب بواسطة تحلية مياه البحر. وتم توقيع هذه الاتفاقية، التي تندرج في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بين المكتب والمجموعة المقاولاتية المكونة من شركة (أبينكوا) الإسبانية، وشركة (أنفراماروك) فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير (المغرب)، تم اختيارها عقب طلب عروض دولي مفتوح. ويشمل هذا المشروع إنجاز محطة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية بقيمة مائة ألف متر مكعب في اليوم، قابلة لأن تصل إلى 200 ألف متر مكعب في اليوم، وذلك لتغطية حاجيات منطقة أكادير الكبير من الماء الشروب في أفق سنة 2030. وتخص المرحلة الأولى من الشروع تصميم وتمويل وبناء واستغلال محطة لتحلية مياه البحر بسعة تصل إلى 100 ألف متر مكعب في اليوم خلال مدة 20 سنة. وتفوق كلفة استثمار هذه الوحدة مليار درهم، وتشمل تجهيزات مهمة تتكون من مأخذ مباشر للماء من البحر على طول 1200 متر، ومحطة للتحلية تعتمد على تقنية التناضح العكسي، تقع بالقرب من منطقة "رأس غير" على بعد 40 كلم شمال مدينة أكادير، وخزانا للماء المعالج بسعة 35 ألف متر مكعب. كما يشمل هذا المشروع إنجاز قناة بطول 100 متر متصلة بالقناة الحالية التي تربط محطة معالجة (تامري) بخزانات التوزيع لمدينة أكادير، وقناة التصريف في البحر بطول 400 متر ومحطة للتحويل. وقال علي الفاسي الفهري، مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ، إن هذه الاتفاقية ستمكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب بمنطقة أكادير، والذي يعرف الطلب عليه نموا مهما جدا، موضحا أن الحلول التقليدية لم تعد ممكنة. وأضاف الفاسي الفهري أن هذا المشروع سيستفيد من الخبرة المكتسبة في قطاع الطاقة، والتي مكنت من خلق تنسيق مهم لفائدة إنجاز هذا المشروع الأول من نوعه. من جانبه، أبرز مدير العلاقات المؤسساتية لشركة (أبينكوا)، جرمان بيجارانو غارسيا، أهمية هذا المشروع، الذي يعد بمثابة حل مهم لتزويد منطقة أكادير بالماء الصالح للشرب، مؤكدا عزم المجموعة الاستثمار في المغرب في هذا القطاع الحيوي. ويأتي إنجاز هذا المشروع، ذي الأهمية الكبرى على الصعيدين الجهوي والعالمي، ضمن التزامات المكتب المدرجة في العقد البرنامج الموقع مع الدولة للفترة ما بين 2014 و2017، ويعتبر أول مشروع في المغرب ينجز بالطريقة التدبيرية المسماة (بوت)، من أجل إنتاج الماء الشروب عن طريق تحلية ماء البحر. وسيمكن هذا المشروع من تثمين استفادة المكتب من خبراته وكفاءاته التي تم تطويرها في مجال إعداد المشاريع في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي سبق أن جسدها في مجال إنتاج الكهرباء من خلال العديد من الإنجازات المهمة، كما سيمكنه من تجسيد الانسجام الذي طبع عملية تجميع قطاي الكهرباء والماء الصالح للشرب في مؤسسة عمومية واحدة هي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.