يقوم حزب العدالة والتنمية بحركة واسعة النطاق داخل الإدارة العمومية، وأصبح التعيين في المناصب العليا يتخذ ثلاثة اتجاهات، الأول تعيين وتركيز أطر العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح في المراكز المهمة، أي في المديريات المركزية والكتابات العامة، والثاني استمالة أطر مستقلة أو مسيسة ولم تعد تمارس العمل السياسي في أفق استقطابهم لحزب العدالة والتنمية، ولاحظ أطر مستقلون حركة واسعة النطاق في هذا الاتجاه حيث تقدم العديد بترشيحاتهم بعد تلقيهم ضمانات مهمة بالفوز بالمنصب، والثالث تعيين بعض الأطر المنتمية لأحزاب المعارضة في أفق تحييدهم وخلق متاعب داخل الأحزاب السياسية. واكتشف أطر الوزارات أن الترشيحات للمناصب العليا أصبحت شكلية، ورفض العديد تقديم ترشيحه كي لا يقوموا بتزكية الديمقراطية المغشوشة والشفافية المفترى عليها من قبل حزب العدالة والتنمية، الذي رفع شعار الشفافية والكفاءة في تولي المناصب العليا، فتبين للأطر الوزارية أن اللجن التي تشرف على الاختيار إما من حزب العدالة والتنمية أو موالية له أو يترأسها أشخاص ينتظرون بدورهم تعيينهم في بعض المناصب، وبالتالي فإن الأمور محسومة سلفا. وقد قام الحزب الأغلبي بوضع أشخاص في مواقع حساسة رغم أنه لا صلة لهم بتلك القطاعات، ولا يتوفرون على الخبرة العلمية والعملية لتولي المنصب، وأصبح المعيار الوحيد للتعيين هو القرب أو البعد من حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح. وأثارت الترشيحات لمنصب الكاتب العام لوزارة الاتصال ضجة كبيرة وسط الوزارة وخارجها، خصوصا بعد أن تأكد الجميع أن سعد لوديي، رئيس ديوان مصطفى الخلفي هو المرشح المفضل "فافوري" ووجود ترشيحات أخرى هي مجرد خدعة حتى يظهر أن الاختيار في مناصب المسؤولية يتم بنزاهة وشفافية كما وعد حزب العدالة والتنمية، الذي سارع إلى إخراج قانون التعيين في المناصب السامية دون غيره من القوانين التنظيمية. ويوجد من بين المرشحين الذين ينافسون "شكليا" رئيس ديوان الخلفي أطر عليا من الوزارة من بينهم مديرون مركزيون وأطر كفأة لها خبرة وتجربة طويلة في مجال الإدارة، ورغم ذلك تلاشى أملها مع وجود المرشح المفضل لدى الوزير واللجنة المكلفة بالاختيار، واستشكل المرشحون والمراقبون على هذا الترشيح كون لوديي يوجد في حالات تنافٍ متعددة. وتبين أن التعيين في بعض المناصب الهدف منه تحكم حركة التوحيد والإصلاح في مراكز حساسة قصد مواجهة الإعلام والمهرجانات والفن والموسيقى والسينما.