كشفت أرقام غير رسمية، أن عدد المغاربة الذين يحق لهم الاستفادة من الدعم المباشر الذي تريد حكومة عبد الإله بنكيران تقديمه للأسر المغربية في سعيها للحد من نزيف صندوق الموازنة، سيصل مع نهاية العام الحالي إلى 20 مليون مغربي، وهي فئة عريضة تضم الفقراء وذوي الدخل المحدود، وجانبا من الطبقة المتوسطة التي تضررت بسبب الزيادات الأخيرة، مما جعلها تعيش على الاقتراض. وارتفعت في سنة ونصف نسبة الأسر الفقيرة، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، ومن بينها الزيادة في أسعار المحروقات وهي الزيادة التي أرخت بظلالها على القدرة الشرائية للمغاربة، وتقلصت مداخيل الأسر المغربية بنسبة 20 في المائة وفق مصادر مهتمة، بسبب موجة الغلاء التي ضربت المغرب. وأوضحت المصادر أن هذه الوضعية فرضت على بنكيران إعادة النظر في حساباته، خصوصا أن الدعم المباشر يستلزم توفير 20 مليار درهم. وقالت المصادر إن ارتفاع نسبة الفقراء مردها إلى اتساع دائرة المغاربة الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور، كما أن أكثر من 40 في المائة من المغاربة يعيشون ب3000 درهم شهريا، وهي فئة تحتاج إلى الدعم المباشر خاصة في حال تقرر إصلاح صندوق المقاصة. وأضافت المصادر أن تحديد الطبقة المتوسطة تغير بشكل كبير ما بين 2009 و2013 بفعل الزيادات المتكررة في الأسعار والأزمة الاقتصادية التي ضربت المغرب، مشددة على أن الطبقة المتوسطة في المغرب تقلصت بشكل كبير، وتحولت إلى أقلية، مهددة بدورها في حال لم تتخذ الحكومة أي إجراءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأضافت المصادر ذاتها أن الموظفين والأجراء الذين يحصلون على أجور تقل عن 5000 درهم يعيشون وضعية أقرب إلى الفقر، وهو ما يجعل حكومة بنكيران مضطرة لإيجاد حل لهذه الفئة، التي بدأت تتقوى في السنوات الأخيرة. وكان محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أكد إبان الحديث عن إصلاح صندوق المقاصة تنفيذ مخطط الدعم المباشر في يونيو المقبل، قبل أن يتراجع عن إغراءاته، بسبب الوضعية الاقتصادية التي يجتازها المغرب. وقالت المصادر إن المغرب يوجد أمام مفترق الطرق، وأن السلم الاجتماعي يواجه أحد أكبر تحدياته في تاريخ المغرب، مشددة على أن مؤشرات الأزمة بدأت تلوح في الأفق، من خلال ارتفاع مؤشر القفة المغربية، واضطرار كثير من المواطنين إلى الاستغناء عن كثير من احتياجاتهم، حيث تحول اهتمام المغاربة إلى ضمان التزود بالمواد الأساسية مثل الدقيق والسكر والزيت والغاز والخضر التي تحولت إلى شبح مخيف في الأشهر الماضية، ومازالت تداعياتها متواصلة.