الخير الوحيد الذي يمكن لهذه الحكومة أن تفعله في نفسها وفي المغاربة هو أن يعود حزب "البيجيدي" إلى بيته لإعادة تكوين وتأهيل أعضائه على تحمل المسؤوليات، فيما يقع حاليا داخل هذه الحكومة من لغط ورهط وخلط للأوراق لم يحدث للمغاربة أن عايشوه حتى في ظل ما كان يسمى ب"أحزاب الكوكوت مينوت" أو "أحزاب الإدارة". لنبدأ من الآخر وننظر في أمر مشروع قانون المالية لسنة 2013، فالمعارضة ترفضه جملة وتفصيلا والأغلبية تغرس سكاكينها في ظهره و"الباطرونا" تقلب الطاولة وترمي أوراق هذا المشروع على وجه بنكيران والنقابات في كل القطاعات تعلن مسيرات وإضرابات وطنية... وأصبح الكل يتساءل : إلى أين يريد رئيس الحكومة أن يذهب بالبلاد ولماذا يصر على مواصلة هذا الطريق؟ سياسيا ليس هناك أخطر من أن يعلن بنكيران بأنه يتعامل مع "أغلبية إلا ربع" بمعنى أنه يقود "حكومة إلا ربع"، ماذا سيقول عنا جيراننا وشركاؤنا في الضفة الأخرى؟ أكيد سيَتْلُف لهم الحساب كما تلف لنا "فكيف سيفهمون أن المغرب فيه حكومة مؤلفة من 31 وزيرا وفي الوقت نفسه هي "حكومة إلا ربع"، أي أن سيارة الحكومة تسير بثلاثة عجلات فقط. وهذه هي الخطورة بعينها لذلك لم يجانب الصواب من يخشون على مستقبل البلاد في ظل هذه الحكومة المعطوبة والتي فيها وزراء كان من الأفضل لهم أن يدرسوا مادة التنشيط المسرحي بدل تأبط حقائب وزارية وتسيير الشأن العام. وخير دليل ما يقوم به وزير النقل الذي ما أن كشف عن بعض الأسماء الصغيرة التي تستفيد من مأذونيات النقل، حتى انتقل إلى الكشف بالأرقام فقط عن الذين يستغلون مقالع الرمال والنتيجة "نقع غبار على الأعين"، لأن المغاربة لا يحتاجون لمن يقول لهم "ها اللِّي عندهوم الرخص أُو ها اللِّي شفرو لبلاد" وهنا ينتهي الأمر. بل يريدون أن يسمعوا أن الحكومة وضعت الأصفاد على معاصمهم وقادتهم إلى السجن. ولكن كيف ل"حكومة إلا ربع" أن تقوم بذلك؟ والخلاصة المغاربة يريدون حكومة كاملة وبكامل قواها العقلية وليس حكومة مثل "الكراب" الذي يسبق موسم الخيالة حتى قبل أن تضرب الخيام.