هدد آلاف المغاربة القاطنين في منازل آيلة للسقوط بالخروج إلى الشوارع وبناء الخيام في الخلاء، وذلك احتجاجا على ما أسموه تصريحات شعبوية صدرت عن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وقالت مصادر متطابقة، إن السكان المتضررين هم جزء من المشكل، ولابد من مبادرة حقيقية من أجل حل الظاهرة، وكان سقوط عدد من الضحايا بالمدينة القديمة إثر انهيار عدد من المنازل، أعاد المشكل إلى السطح، حيث قدرت وزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة عدد الدور الآيلة للسقوط ب114 ألف مسكن، توجد في مدينة الدارالبيضاء وحدها 4000 مسكن مهدد بالانهيار. وقالت المصادر ذاتها، إن إخراج هؤلاء السكان من الجحور التي يسكون بها يعني الحكم عليهم بالتشرد، إذ أن أغلب هؤلاء يعانون من شضف العيش، ومن البطالة، موضحة أن حكومة بنكيران يجب أن تجد حلولا قابلة للتنفيذ، تراعي مصالح السكان. ويواجه أكثر من مليوني مغربي الموت كل يوم، بسبب وصول هذه الدور مرحلة متقدمة من التصدع، وقالت المصادر، إن حكومة بنكيران تريد إقبار الملف، من خلال إخلاء الدور ورمي قاطنيها إلى الشارع، وهدد عدد من المعنيين بالنزول إلى الشارع، أو النزوح إلى العاصمة الرباط، موضحين أن قرار إفراغهم بالقوة لن يحل المشكل وإنما سيزيد الأمور تعقيدا، وبادرت جمعيات حقوقية مهتمة بقضية السكن غير اللائق إلى التحرك من أجل حشد الدعم، وتوقعت المصادر، أن تبادر هذه الجمعيات إلى التظاهر على المستوى المحلي في عدد من المدن المعنية بمشاكل الدور الآيلة للسقوط. ووصفت المصادر الوضعية الاجتماعية لسكان المدن العتيقة بالمزرية، وقالت إن الوضعية تتشابه داخل جميع المدن، وذهبت إلى حد وصف حياة هؤلاء السكان بالمهينة، بسبب وجود قواسم مشتركة بينها وبين كائنات أخرى، موضحة أن كثيرا من المغاربة يستوطنون بناءات عشوائية إلى جانب دوابهم، في غياب الحد الأدنى لشروط السلامة الصحية، من صرف صحي وماء وكهرباء. وأوضحت المصادر، أن التقارير التقنية التي تنجزها المصالح المختصة لا تعكس حقيقة عيش هذه الفئة من المغاربة، موضحة أن عشرات المغاربة يشتركون في مرحاض واحد، ونافورة واحدة يستغلها مئات من المغاربة لضمان مياه الشرب.