ذكرت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية أن عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة المعين، لم يتوصل بعد بالهيكلة النهائية للحكومة التي عرضها على الديوان الملكي، موضحا أن ما تم تداوله لحد الآن ما هو إلا تخمينات، وأن الهيكلة النهائية ستكون بيد بنكيران في غضون الأيام المقبلة، وهو ما أوضحه بنكيران نفسه قبيل الاجتماع الأول للجنة الحزبية المكلفة باختيار وزراء الحزب في الحكومة الجديدة، حيث "توقع بنكيران أن لا يتجاوز عدد الحقائب الوزارية المتعلقة بالتشكيلة الحكومية المقبلة (28) حقيبة"، بما يفيد أنه لا يعرف بعد هيكلة حكومته، وكم عدد الوزارات وكتابات الدولة. وأشارت مصادر حزبية من التحالف الحكومي أن المشكلة ليست في الهيكلة الحكومية المرتقبة في الأيام القليلة المقبلة، ولكن في حزب العدالة والتنمية الذي لم يتمكن بعد من اختيار وزرائه في الحكومة المقبلة، فأحزاب التحالف الأخرى اتضحت لديها الرؤية حول نوع الحقائب التي ستتولى حتى مع تغيير الهيكلة الحكومية لأن التغيير لن يهم جوهرها وحول من سيمثلها في الحكومة في حين اختار بنكيران الطريق المعقدة لاختيار وزراء حزبه مما قد يجر عليه الويلات، وعبرت أحزاب التحالف الحكومي عن تخوفها من تأخر الحزب في حسم هذه النقطة خصوصا مع وجود مؤشرات على إمكانية تلقي بنكيران الرد النهائي بدايات الأسبوع الجاري. وفي جواب لقيادي من التقدم والاشتراكية حول سؤال طرحته عليه "النهار المغربية" بخصوص تاريخ الإعلان عن تشكيلة الحكومة قال إن الأمور تسير بشكل غامض معبرا عن أسفه للثقة العمياء التي وضعها نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، في بنكيران رئيس الحكومة المعين. ونفى مصدر قريب من المفاوضات التي يجريها بنكيران مع زعماء تحالف الأغلبية، أن يكون رئيس الحكومة قد وجد سهولة في إقناع شركائه بل واجه مقاومة عنيفة، وتعنتا لم يكن ينتظره من قبل الأحزاب التي قبلت المشاركة في الحكومة، وتمسكت بشروطها في الاستوزار لا من حيث نوع الحقائب ولا من حيث الأسماء المقترحة. وكان بنكيران قد أوضح أن "الصورة ستكتمل بشكل أوضح في غضون يوم أو يومين على الأرجح، بعد أن يكون الحزب قد حسم في مقترحاته" ذات الصلة، مضيفا أن "الأمر اتضح أكثر بالنسبة للأحزاب الحليفة، سواء تعلق الأمر بالحقائب التي تريد تحمل مسؤوليتها، أو الأشخاص الذين تقترح ترشحهم لهذه المناصب". ويبدو أن بنكيران تلقى رسائل خاصة من النوع المعلوم، حيث قال لإخوانه لن يعود لحكاية النكت "الحامضة" التي دأب عليها منذ تعيينه رئيسا للحكومة.