استقبل جلالة الملك محمد السادس زوال أمس الثلاثاء بمدينة ميدلت عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وعينه جلالته بمقتضى الدستور الجديد رئيسا للحكومة وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة . وتشكل مدينة ميدلت العمق الأمازيغي للمغرب في إشارة إلى ضرورة العمل على استمرار التناسق المغربي التاريخي، كما يأتي التعيين بهذه المدينة متوازيا مع انطلاق أسبوع التضامن. ومن غرائب الصدف أن يتم استقبال بنكيران في مدينة ميدلت عقب فوز حزبه وهي المدينة التي ترتبط بدلالات رمزية حيث تمت السنة الماضية عملية اعتقال الكاتب الإقليمي للحزب ورئيس المجلس البلدي للمدينة بعد أن تم تسريب شريط يظهر فيه وهو يقبض رشوة من أحد المقاولين. بدأت إلى حد ما تتضح معالم التحالف الحكومي المقبل، حيث اتضح أن الحكومة المقبلة لن تخرج عن مربع العدالة والتنمية، الفائز بالرتبة الأولى في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي، وحزب الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، فيما اتضح أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدأ يبتعد عن الحكومة، خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لأحد الإذاعات الخاصة والتي يتهم فيها إدريس لشكر القيادي الاتحادي، وهي التصريحات التي زادت من تعميق الهوة بين المصباح والوردة. وفي اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية مساء أول أمس الاثنين ذكر الحزب أنه وفي لالتزاماته من أي موقع كان وهي إشارة على أنه مستعد للدخول في الحكومة التي يقودها بنكيران كما أنه مستعد للعودة للمعارضة. وستتكون المعارضة من حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي استعاد عافيته بعد التغييرات التنظيمية التي أجراها، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي كرسته صناديق الاقتراع حزبا سياسيا محترما بعدما تعرض لحملة تشنيع كبيرة تم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي خرج من صف المعارضة منذ 13 سنة.