كنا قررنا أن لا نهتم لحماقات العميل ثلاثي الأضلاع، وأن نكف عن متابعة ما ينشره في مزبلته الإلكترونية، لولا أن الدم المغربي الذي يجري في عروقنا هزنا من العمق، لنهب مرة أخرى لنفنذ ادعاءات رجل مريض بدنيا ونفسيا يكاد لا يغادر عيادات الأطباء في العاصمة الإسبانية مدريد ليعالج نفسه من مرض انفصام الشخصية الذي يعاني منه منذ سنوات ومرض آخر نفضل عدم الفصح عنه لحد الآن. ولأنه يأتمر بأوامر حكام الجزائر ومخابرات إسبانيا، وينفذ تعليمات سيده وولي نعمته المقيم في أمريكا، عن طريق بهلوان آخر ينتقل بين المغرب وإسبانيا فقد كان لابد أن ندحض ما جادت به قريحة أولئك الذين يتربصون بالمغرب، ويسعون إلى زعزعة استقراره عبر تجنيد أمثال المرابط الذي قرر عن سبق إصرار وترصد نزع مغربيته وارتداء ثوب العمالة لرؤسائه في الجزائر، التي تبحث دون كلل عن وسيلة لنشر الفتنة في المغرب، حتى لو استغلت الدعاية الإعلامية. فقد وضع في مزبلته صورة مركبة، مكونة من وجه الملك محمد السادس وجسد القذافي، بشكل يجعل كل المغاربة يشعرون بالغيظ والحنق على شخص بالكاد يستطيع تحريك يده بعدما أصابه مرض الباركينسون وحوله إلى شخص مريض يخاف حتى من تلك الصراصير التي تعشش في تلك الغرف الصدئة التي ينتقل بينها، ومع أننا متأكدون حد اليقين أن من أتى بالصورة ليس إلا من يعمل لصالحهم سواء في الجزائر أو مدريد، فقد وجدنا مع ذلك أن في الأمر جريمة ضد الوطن، خصوصا وأن الكل يعلم ما فعله المغرب من أجل أن يلقى القذافي هذا المصير. لقد تجاوز العميل ثلاثي الأضلاع كل حدود اللياقة، وأخل بالاحترام الواجب لشخص الملك بمقتضى الدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة، ويبدو أن من تلطخت يده بدماء المغاربة الأحرار من خلال وشاياته الكاذبة، لا يمكن إلا أن يصدر عنه مثل هذا السلوك المنافي لكل الأعراف والمواثيق، لأنه لا علاقة بين المغرب وليبيا، فهناك لا وجود لشيء اسمه الدولة، لا نظام ولا حكم ولا هم يحزنون، أما المغرب فقد بادر إلى اعتماد دستور جديد ووضع مجموعة من الإصلاحات التي لا أحد من الحكام العرب تجرؤ على اعتمادها، أو حتى تصور أن يتحدث عنها، وحده المرابط ومن يدورون في فلكه يتوهمون أن المغرب يمكن أن يعيش حالة من اللااستقرار، نتيجة ما يكتبه المرابط أو ما يمليه عليه أسياده. إن المغرب ومن خلال كل تلك الإصلاحات التي باشرها الملك محمد السادس انخرط في بناء الدولة الحديثة القائمة على أسس الديمقراطية والحداثة واحترام حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي جعل الجزائروإسبانيا في موقف الخائف من المستقبل، فالجزائر تخاف أن تهب نسائم الحرية التي يتمتع بها المغاربة على الشعب الجزائري، وإسبانيا لا تريد دولة حديثة في الجنوب يمكن أن تشكل إزعاجا لها، ولم يجد سوى المرابط وأشباهه للقيام بهذا الدور الوسخ الذي يقوم على تلفيق التهم والإدعاءات، رجل يتوهم أن بإمكانه أن يصبح في يوم من الأيام زعيما أو رمزا. والواقع أن المرابط ومن يملون عليه التعليمات اعتقد في لحظة حمق وفي عز نوباته النفسية، أن حركة 20 فبراير يمكن أن تشكل خطرا على الدولة المغربية، وهو وهم كبير عاشه لشهور قبل أن يستفيق على حقيقة مرة، وهي أن حركة 20 فبراير ماتت، ليس لأن الدولة قمعتها بيد من حديد، ولكن لأن القائمين على هذه الحركة تأكدت نواياهم الانحرافية، وتحولوا إلى منبوذين من طرف الشعب المغربي، كما أنها تحولت إلى سلاح خطير في يد جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي، اللتان تتصارعان للحصول على خدماتها، لكن أغلب المغاربة تأكدوا أن هناك شيء واحد يمكن أن يضمن المستقبل لهذا البلد وهو التكتل من أجل تحقيق الإصلاحات العميقة وتنزيل الدستور بشكل يضمن الاستقرار والأمن لهذا البلد. لقد خانت العميل ثلاثي الأضلاع قواه وتحول إلى مرتزق، نصف يومه يقضيه في تناول الأدوية والمسكنات، والنصف الآخر يقضيه في تلقي أوامر أسياده الذين يصرفون على علاجه في العيادات الإسبانية، ولكي نكون صادقين مع أنفسنا ومع المغاربة قررنا مستقبلا أن نعري صورة هذا الشخص من خلال كشف نوعية الأدوية التي يتناولها بشكل حوله إلى مدمن لا يعرف ما يقول، ولا يمكن أن يعيش من دون هذه السموم القاتلة التي يأخذها بانتظام، وتتكلف المخابرات الجزائرية بتوفيرها له، حتى يستمر في أداء خدماته على الوجه الذي يرتضوه. لم يبق إلا أن نتمنى لصديقنا الشفاء العاجل من مرضه النفسي والبدني أما إذا ما بقي الحال عليه فلا يضرك ناقص عقل ودين.