إذا كنت تمتلك هاتفًا ذكيًا، فاحذر أن تستخدمه قبل الخلود للنوم، ليس فقط لأن استخدامه يحدث خللًا في دورة نومك. فالضوء الأزرق الذي يخرج من شاشة الهاتف، أو الأجهزة الالكترونية الشخصية بشكل عام، قد يتسبب في إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين. وأوضح موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي أن الضوء الأزرق، الذي ينبعث بمستويات عالية من شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وغيرها من الشاشات المسطحة، يمكن أن يضر برؤيتك، كما أنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يعمل على ضبط عمل جسم الإنسان والتحكم في دورات النوم والاستيقاظ. وفي حالة حدوث خلل في مستويات إفراز الميلاتونين، وبالتالي ارتباك دورة النوم، تتزايد مخاطر تعرض الأفراد لعدد من الأمراض، التي تتراوح ما بين الاكتئاب والسرطان. ورصد الموقع الأمريكي عددًا من المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها التعرض للضوء الأزرق: 1. قد يسبب هذا الضوء ضررًا كبيرًا للعيون. فالتعرض المباشر للضوء الأزرق يمكن أن يحدث تلفًا في شبكية العين. وفي هذا الإطار حذرت المؤسسة الأمريكية لتحليل شبكية العين، من أن الضرر الناجم عن الضوء الأزرق قد يؤدي إلى ما يعرف ب«الضمور البقعي» للشبكية، والذي يسبب فقدان الرؤية المركزية، أي فقدان القدرة على رؤية ما هو أمامك. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن معظم الدراسات بهذا الخصوص أجريت بشأن التعرض للضوء بشكل قريب جدًا من شبكية العين، الأمر الذي قد يختلف عن حالة الاستخدام النموذجي للهاتف. 2. قد تكون هناك أيضًا صلة بين إعتام عدسة العين والضوء الأزرق، على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث في هذا الصدد. واستشهد «بيزنس إنسايدر» بطبيب العيون قال إنه بدأ يستقبل مرضي في ال35 من عمرهم، وقد أصيبوا بغيام على العين وإعتام بالعدسة، كما لو كانوا في السبعينات من عمرهم. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إثبات أن التعرض للضوء الأزرق يسبب فعليًا إعتام عدسة العين، فهذا الطبيب يعتقد أن هناك نوع من الصلة بين الأمرين، ولا تزال الأبحاث جارية حول تلك النقطة. 3. التعرض للضوء الأزرق أثناء الليل يمكن أن يدمر عملية النوم. فالضوء الأزرق المشرق يعطل إنتاج الدماغ لهرمون الميلاتونين، الذي يساعد على تنظيم دورة النوم، الأمر الذي قد يخلف العديد من العواقب الصحية السلبية، مثل السمنة ومشاكل الذاكرة. 4. ربط عدد من الباحثين بين اضطرابات النوم والتعرض للضوء أثناء الليل من جهة، ومخاطر الإصابة بالسرطان من جهة أخرى، ولا سيما سرطان الثدي والبروستاتا. فبالإضافة إلى كونه عاملًا مساعدًا على النوم، يعمل هرمون الميلاتونين أيضا كمضاد للسموم. وعلى الرغم من وجود حاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال، أشار باحثون إلى أن الظلام يوفر حماية من السرطان. 5. الضوء الأزرق قد يؤثر سلبًا أيضًا على الصحة النفسية. وتوضح الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الميلاتونين واضطرابات النوم، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.