ذكرت تقارير إعلامية مؤخرا أن الأميرة، ماكو، أميرة اليابان وحفيدة "أكهيتو" إمبراطور اليابان الحالي تخلت عن لقبها الامبراطوري للزواج من حبيبها الذي ينتمي لعامة الشعب، و كانت الأميرة ماكو, قد التقت بحبيبها, كاي كأمورو, للمرة الأولى قبل خمس سنوات خلال دراستهما في الجامعة، وهو يعمل حاليًا في شركة محاماة في طوكيو. و ذكرت نفس التقارير, أن العائلة الملكية وافقت على هذه العلاقة، لكن بموجب قانون البيت الإمبراطوري، فإن الإناث من الأسرة الإمبراطورية يتخلون عن لقبهم عند الزواج من العامة, و هو ما سبق حدوثه مع الأميرة ساياكو, خالة الأميرة ماكو, حين اضطرت سنة 2004 للتخلي عن حقوقها في اللقب الإمبراطوري من أجل الزواج من مسؤول حكومي يدعى, يوشيكي كورودا.
وبهذا القرار تنضم الأميرة ماكو, لقائمة الملوك والأمراء الذين تخلوا عن ألقابهم من أجل الزواج من عامة الشعب, و نورد هنا بعضا من أشهر القصص الرومانسية لأمراء وملوك هزوا العالم بتضحياتهم من أجل الحب.
و من أبرز حالات تخلي الملوك عن العرش من أجل الحب نذكر تخلى إدوارد الثامن ملك بريطانيا عن لقبه من أجل الحب أيضا على غرار الأميرة اليابانية، وذلك لرغبته في الزواج من الأمريكية واليس سيمبسون, و هي القصة التي تعد من أشهر قصص الحب وأكثرها إثارة للجدل في القرن العشرين، ووقتها كان القانون يمنع أن يتزوج الملك من امرأة مطلقة، فلم يجد حلا سوى التخلي عن العرش بعد 11 شهرًا فقط من تتويجه واضطر للحياة معها في المنفى في الولاياتالمتحدة طوال حياته.
و فاجأ الأمير الهولندي يوهان فريسو, العالم في عام 2003 و هو الوريث الثاني لعرش هولندا بتخليه عن حقه في عرش البلاد من أجل الزواج من فتاة أحبها رغم عدم تأييد الحكومة للزواج، بسبب علاقة حبيبته مابل ويس سميث بأحد المجرمين, لكن الأمير الذي توفى بعد عام ونصف من دخوله في غيبوبة عام 2013 أكد قراره في رسالة إلى رئيس الوزراء قائلًا إنه يعتزم الزواج من حبيبته متخليًا عن حقه في العرش.
ويقضي القانون الهولندي بضرورة أن يحصل أفراد العائلة المالكة الذين يطمحون في اعتلاء العرش على إذن من الحكومة والبرلمان بالزواج لأن مجلس الوزراء سيتحمل المسئولية عن أعمالهم.
وتخلى الأمير البلجيكي اميديو, عن حقه في وراثة العرش البلجيكي، بعد أن فشل في الحصول على مرسوم ملكي للزواج ، فاختار أن يتخلى عمدًا عن حقه في العرش حتى يتمكن من عيش حياة مستقلة مع زوجته, إليزابيث ماريا, حيث تزوجا و أقاما حفل زفاف بهيج في إيطاليا.
و إلى جانب الحب و الرغبة في الزواج من عامة الشعب, نجد أسباب أخرى متعددة أبرزها أسباب صحية دفعت العديد من الملوك إلى التنازل عن العرش, و من الحالات البارزة في هذا الإطار, قرار ملكة هولندا بياتريس التنازل عن العرش لصالح أكبر أبنائها, فيلم ألكسندر، ليصبح أول ملك لهولندا منذ أكثر من 120 عاما.
ففي 28 يناير/كانون الثاني 2013 أعلنت في خطاب متلفز، تنازلها عن العرش يوم 30 أبريل/نيسان 2013 مواكبا لعيد الملكة، وقالت إنها حددت هذا التوقيت حيث بلغت في هذا العام الخامسة والسبعين، في وقت يوافق الذكرى المائتين للملكية الهولندية، وبذلك ستكون قد اعتلت عرش هولندا 33 عامًا, وقالت «أنا لا أنسحب لأن مهمتي أصبحت ثقيلة علي، ولكن لاقتناعي بأن مسؤولية بلدنا يجب أن تكون في أيدي جيل جديد».
و تنازل ملك إسبانيا, خوان كارلوس عن عرشه، بسبب تراجع صحته في السنوات الأخيرة، وفي يوم 2 يونيو/حزيران عام 2014 أعلن رئيس وزراء إسبانيا أن الملك خوان كارلوس الأول يرغب بالتنازل عن الحكم لابنه وولي العهد الأمير فيليبي, و قال الملك خوان كارلوس معللا قراره أن ما تشهده البلاد من أزمات وتعقيدات اقتصادية تحتاج إلى إدارة جديدة وشابة. و جاء التنازل بعد نحو 40 عاما من اعتلاء العرش، ورغم أنه كان يحظي بشعبية هائلة في بلاده إلا أن هذه الشعبية انخفضت قبل تنازله عن العرش عندما كشف عن اشتراكه في رحلة مسرفة لصيد الفيلة إلى بوتسوانا خلال الأزمة المالية لاسبانيا إلى جانب قضايا فساد مالي لبعض أفراد العائلة الملكية و التي أثرت بشكل سلبي على صورة الملكية بإسبانيا.