بعد أزيد من 5 أشهر من البلوكاج الحكومي، تمكن العثماني من إخراج توليفته الحكومية و التي أثارت جدلا كبيرا في الساحة الإعلامية، من خلال غلبة وزراء التكنوقراط وذلك من خلال تبني موقفا أكثر توافقا من بنكيران، وتمكن من الحصول على أغلبية مريحة من 240 مقعدا من إجمالي 395 مقعد بالبرلمان، بعدما كون إئتلافا مع 5 أحزاب أخرى إلى جانب العدالة والتنمية. في هذا الصدد، أكد الدكتور رشيد لزرق، الباحث في الشؤون السياسية المغربية، أن "الغاية من تعيين التكنوقراط هو تكريس الكفاءة و الفعالية في إدارة الحكومة و تطوير مختلف القطاعات الاستراتيجية التي باتت رهان المغرب و التجربة السابقة أظهرت المبالغة في المزايدات السياسية دون أن تفرز شرعية إنجاز". لكن التحول الذي يعقده المغرب اليوم، يقول رشيد لزرق في تصريح ل"أندلس برس" "يستدعي بشكل رئيس إدخال مجموعة من النخب أصحاب الخبرات المتخصصة والعلماء في الحكومات لإدارة شؤون الحكومة خاصة وأن الحزب العدالة والتنمية لا يتوفر على بروفيلات كبرى لإدارة عائدات المشاريع الكبرى إبان هذه الولاية". وشدد لزرق في تصريح سابق على أن "اللحظة لا تحتمل إخراج حكومة سياسية 100%، خاصة أن الحزب الفائز في الانتخابات لا يتوفر على بروفايلات قادرة على مواجهة التحديات الكبرى، سواء الأمنية أو التنموية"، موضحاً أن الجمع بين التكنوقراط وبين السياسيين غايته المرور من مرحلة الدمقرطة إلى مرحلة التنمية، التي تقتضي شرعية الإنجاز.