لا حديث في أروقة وقاعات التحرير بوكالة المغرب العربي للأنباء "لاماب" إلا عن الأسباب الكامنة وراء غياب مدير الوكالة خليل الهاشمي الإدريسي عن حفل توزيع أوسمة ملكية على العاملين بها، حيث عزت مصادر مطلعة في إفادات ل"شبكة أندلس الإخبارية" هذا الغياب إلى غضبة ملكية محتملة على الهاشمي بسبب سوء التدبير وقمع الصحفيين ومعاقبتهم لأتفه الأسباب. وأكدت مصادر من داخل الوكالة أن خليل الهاشمي الإدريسي "يعتكف" في مكتبه منذ ما يزيد عن أسبوع ويقاطع جميع الأنشطة التي تنظمها الوكالة بما فيها اللقاءات الدورية التي تنظمها الوكالة وتستضيف خلالها شخصيات وازنة في المشهد السياسي المغربي وكذا الحفل السنوي لتوزيع أوسمة ملكية على العاملين بالوكالة. وتتزامن هذه الأنباء مع حالة من الاحتقان تعيشها على وقعها وكالة الأنباء المغربية منذ أشهر حيث تعتزم ثلة من صحافيي وكالة المغرب للأنباء "لاماب" مراسلة الملك محمد السادس بعد أن اشتد ما أسموه ب"القمع الممنهج الذي يمارسه المدير العام خليل الهاشمي الإدريسي" الذي أنشا "دكتاتورية إعلامية" على رأس الوكالة. وأكد أحد أعضاء النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالوكالة، فضل عدم ذكر اسمه "خوفا من بطش المدير العام الذي يتحدى العدالة ويضرب قراراتها عرض الحائط"، أن صحفيي وكالة الأنباء الوطنية لم يبقى لهم إلا اللجوء إلى الملك محمد السادس "الجهة الوحيدة القادرة على إسقاط دكتاتورية الهاشمي". ولفت ذات المصدر الانتباه إلى أنه مباشرة بعد صدور قرار المحكمة الادارية بالرباط بإلغاء القرار التعسفي لخليل الهاشمي الادريسي مدير وكالة المغرب العربي للانباء المتعلق بطرد الصحافية فاطمة حساني والحكم بإرجاعها الى عملها، وخروج نقابة الصحافيبن ببيان تدعو فيه وزير الاتصال الى تنفيذ حكم المحكمة، رد الهاشمي بعنف شديد بإصدار قرار قي تفس اليوم الجمعة 15 يناير 2016 يقضي بتنقيل مجموعة كبيرة من الصحافيين دفعة واحدة من مقر العمل بالرباط وتشتيتهم في مدن متعددة تحت غطاء الحركية. الاخبار القادمة من لاماب تفيد ان الهاشمي انزعج كثيرا لصدور حكم المحكمة بإلغاء قرار طرد نائبة رئيس نقابة الصحافيين وصدور بلاغ النقابة ينتشي بهذا الانتصار وهو الذي كان يراهن على جرجرة قضية فاطمة الحساني لوقت طويل في المحكمة بعد اختياره لثلاثة محامين للترافع في المحمكة الادارية بعدما أخذ الهاشمي الامر كتحدي شخصي. ففي نفس اليوم من صدور حكم المحكمة الادارية وبلاغ نقابة الصحافيين رد الهاشمي بقرار عنيف اتخذ على الساعة الثامنة ليلا بتنقيل عشرة صحافيين وصحافيات وتشتيتهم على مدن الدارالبيضاء وأكادير ومراكش وطنجة ضمنهم صحافيون شاركوا في وقفات احتجاجية سابقة ضد المدير. الهاشمي يمضي قدما في سياسة الارض المحروقة والتصعيد الى أبعد حد في صراعه مع نقابة الصحافيين رغم أنه يبرر قرارته التعسفية بضرورة المصلحة والحركية في اطار الجهوية الجديدة فيما ان هذا النوع من القرارات التعسفية التي تتدثر بالمصلحة والجهوية هو ما يسيء في واقع الامر لمشروع الجهوية المتقدمة ويدفع المركزيات النقابية والمعارضة وحتى الاغلبية الى التشكيك في مشروع الحكومة المزمع تطبيقه بخصوص حركية الموظفين وينسف من الاساس تطمينات الحكومة ووزير الوظيفة العمومية بان حركية الموظفين لن تحكمها أهواء كبار الموظفين او تحركها خلفيات تصفية حسابات نقابية.