قدم الرئيس النيجيري على إقالة كافة القادة العسكريين الذين عينهم سلفه في خطوة تهدف إلى إعادة رسم خطوط المواجهة مع جماعة بوكو حرام الإرهابية. وتأتي هذه الخطوة بعد تعرض الجيش للكثير من الانتقادات نتيجة عدم قدرته احتواء تمرد تلك الجماعة المتطرفة. أقال الرئيس النيجيري محمد بخاري الاثنين جميع قادة الجيش الذين عينهم سلفه واستبدلهم بقادة جدد، في تدبير كان مرتقبا إلى حد كبير نظرا إلى تصاعد اعتداءات جماعة بوكو حرام مؤخرا. وقد جعل بخاري، الذي انتخب رئيسا في مارس بعد فوزه أمام الرئيس السابق غودلاك جوناثان، من محاربة جماعة بوكو حرام الإسلامية أولوية ولايته. وهذه التعيينات هي الأهم منذ تسلمه مهامه في بلد لا يزال بدون حكومة. وقبيل هذا الإعلان الاثنين، قام انتحاري بتفجير نفسه في شمال شرق نيجيريا. كما شهدت الكاميرون المجاورة التي تعرضت مرات عدة لهجمات دامية وعمليات خطف بدورها، مساء الأحد، هجوما انتحاريا مزدوجا الأول على أراضيها. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة فيمي اديسينا لوكالة فرانس برس "أن الرئيس أقال قادة سلاح البر وسلاح الجو والبحرية". وتعرض الجيش لانتقادات كثيرة لأنه لم يتمكن من احتواء تمرد جماعة بوكو حرام الإسلامية التي أعلنت ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية". وأسفرت هجمات واعتداءات بوكو حرام وكذلك قمعها من قبل قوات الأمن عن سقوط أكثر من 15 ألف قتيل ونزوح حوالى 1,5 مليون في خلال ست سنوات. كذلك تم إبدال رئيس أركان الجيوش الكيس باده والمستشار القومي لمسائل الأمن سامبو داسوكي. وفي سياق ذلك، عين ستة مسؤولين جدد بحسب الرئاسة هم ابايومي غابرييل اولونيشاكين قائدا للأركان وتي. واي. بوراتاي على رأس القوات البرية وايبوك-ايتي اكوي ايباس للقوات البحرية وصديق أبوبكر للقوات الجوية ومونداي ريكو مورغان قائدا لاستخبارات الجيش وباباغانا مونغونو مستشارا وطنيا للأمن. وأورد بيان للرئاسة أن بخاري "شكر" لجميع الضباط المقالين "الخدمات التي قدموها إلى الأمة"، مؤكدا أن جميع القادة العسكريين الجدد تم اختيارهم بناء على "كفاءتهم". وقد سمح إطلاق عملية عسكرية إقليمية تشارك فيها تشاد مع الاستعانة بمرتزقة أجانب بطرد بوكو حرام من مناطق كانت تسيطر عليها. لكن في فترة التردد التي تلت تنصيب بخاري وفي انتظار الانتشار المقرر في نهاية الشهر لقوة متعددة الجنسيات قوامها 8700 عنصر يفترض أن تسمح بتنسيق إقليمي أفضل، تكثفت أعمال العنف بقوة في نيجيريا والبلدان المجاورة. وقتل 570 شخصا على الأقل في أعمال العنف في نيجيريا منذ 29 ماي بحسب وكالة فرانس برس. وقد فجر انتحاري نفسه الاثنين عند مركز مراقبة عسكرية بضاحية مايدوغوري بشمال شرق نيجيريا وسط مجموعة من المسافرين على ما ذكر عناصر ميليشيا تساند الجيش لوكالة فرانس برس. ولم تعلن أي حصيلة. وكانت هذه المدينة الكبرى تعرضت السبت لهجوم انتحاري عندما قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في محيط محطة للباصات ما أوقع قتيلين. وتبنت بوكو حرام هذا الاعتداء وكذلك الهجوم الذي وقع في اليوم نفسه في العاصمة التشادية وأسفر عن سقوط 15 قتيلا. ومساء الأحد، وقع هجوم انتحاري مزدوج في مدينة فوتوكول الواقعة في أقصى شمال الكاميرون ما أدى إلى سقوط 11 قتيلا بينهم عسكري تشادي.