أقدم اسلاميو جماعة بوكو حرام على بذبح مدنيين واحرقوا المسجد الكبير فى مدينة فوتوكول الكاميرونية، وذلك خلال هجوم عنيف نفذوه صباح اليوم الاربعاء، ثم صده الجيشان الكاميرونىوالتشادى بحسب مصادر امنية وسكان. وقال مصدر مقرب من اجهزة الامن، حسب ما اوردته وكالة فرانس برس، "احرقوا منازل وقتلوا مدنيين وحتى عسكريين"، فيما اشار عدة سكان إلى قيام الاسلاميين بذبح مدنيين واحراق المسجد الكبير فى هذه المدينة الحدودية مع نيجيريا.
وقال احد سكان فوتوكول، حسب ذات الوكالة، بعدما لجأ الى مدينة اخرى في المنطقة رافضا الكشف عن اسمه "اعرف عشرة اشخاص على الاقل قتلوا. بينهم اثنان من اصدقائي وهما شقيقان"، واضاف "لقد قاموا بذبح الناس واحرقوا منازل والمسجد الكبير".
وقال آخران "بوكو حرام تسببت بالكثير من الاضرار هناك هذا الصباح. لقد قتلوا عشرات الاشخاص، 20 على الاقل في المسجد الكبير" مضيفا "في مسجد اخر لم يتمكن احد من الفرار".
و هاجم اليوم الاربعاء عند الساعة 4,00 ت.غ. العديد من الاسلاميين الذين غادروا غامبورو وقرى نيجيرية صغيرة على الحدود مع الكاميرون، فوتوكول ودخلوا الى المنازل لكن ايضا الى المساجد كما قالت مصادر امنية كاميرونية.
وقام الجنود الكاميرونيون المتمركزون في هذه المدينة بالرد ثم تلقوا دعما من جنود تشاديين عادوا من نيجيريا المجاورة، وخرج المهاجمون من المدينة مع انتهاء معارك عنيفة ثم عاد الهدوء ظهرا. وقال مصدر مقرب من اجهزة الامن ان "الناس بدأوا يخرجون تدريجيا لكي يعاينوا الاضرار".
هذا واعلنت تشاد الاربعاء انها الحقت خسائر فادحة بجماعة بوكو حرام في نيجيريا، وقتلت "اكثر من مائتي" اسلامي في بلدة حدودية طردت منها المتمردين اثر هجوم بري. واكد الجيش التشادي ان تسعة من جنوده قتلوا ايضًا، واصيب 21 الخميس المنصرم، في غامبورو حيث نقلت القوات الاقليمية المعركة ضد المتمردين الى الاراضي النيجيرية للمرة الاولى.
واعلنت قيادة اركان الجيش التشادي في بيان ان هذه الحصيلة "مؤقتة حيث تتواصل عملية تمشيط المنطقة". واوضح البيان "خسائرنا تسعة قتلى و21 جريحًا. خسائر العدو اكثر من 200 قتيل. المعدات التي تم ضبطها او تدميرها: تدمير نحو عشر سيارات مجهزة باسلحة ثقيلة ومئات الدراجات النارية، الاستيلاء على مدفع غير ارتدادي عيار 105 ملم".
وعبر حوالى الفي عنصر تشادي مدعومين بدبابات الحدود الثلاثاء الى غامبورو، بعدما ايّد الاتحاد الافريقي في الاسبوع الماضي انشاء قوة اقليمية تحارب المتطرفين. وتعرّضت مواقع القوات التشادية على طول الحدود بين الكاميرونونيجيريا لهجوم جديد فجر الثلاثاء، لكن "قواتنا الباسلة تصدت له بقوة. وبدأت عملية مطاردة حتى قاعدتهم في غامبورو ونغالا حيث تم القضاء عليهم تماما".
وقصف الطيران التشادي الثلاثاء مواقع الاسلاميين في غامبورو، ودارت معارك بين الاسلاميين والجنود التشاديين الذين تمكنوا من دخول المدينة النيجيرية، حيث امضوا اول ليلة في نيجيريا. واندلعت معارك عنيفة صباح الاربعاء في المنطقة الحدودية، في مدينة فوتوكول على الحدود بين الكاميرونونيجيريا بين الجنود الكاميرونيين والاسلاميين، لكنها توقفت بعد بضع ساعات، وفق مراسل فرانس برس.
وساندت القوات التشادية التي دخلت نيجيريا من مدينة فوتوكول الثلاثاء الجنود الكاميرونيين للتصدي للاسلاميين، وتوقف اطلاق النار بعد حين. وقال مصدر امني كاميروني لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان عناصر بوكو حرام "دخلوا المدينة هذا الصباح، والقتال بينهم وبين جنودنا عنيف جدا". وتمكنت القوات الكاميرونية من صد الهجوم ظهرا.
وفي غامبورو عمت مشاهد الدمار المدينة، فيما كانت الجثث منتشرة في كل مكان. وقال قائد كتيبة في الجيش التشادي يدعى احمد داري لوكالة فرانس برس الثلاثاء "لقد تمكنا من دحر عصابة ارهابية". ووجّهت انتقادات شديدة لفشل الجيش النيجيري في صد المتمردين الذين صعدوا حملتهم في شمال شرق البلاد قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة في 14 فبراير.
وفي الاشهر الماضية شن الاسلاميون ايضا هجمات عبر الحدود اصبحت تشكل تهديدا للامن الاقليمي. ويعكس تدخل تشاد القلق المتزايد لدى الدول المجاورة لنيجيريا من جماعة بوكو حرام التي تؤكد انها تريد اقامة "الخلافة" على حدودها. ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية كريس اولوكولاد ان يكون وجود قوات اجنبية على الاراضي النيجيرية يهدد سيادة البلاد.
وقال "لم يتم المساس بوحدة اراضي نيجيريا"، مشيرا الى ان القوات الوطنية "خططت وتقود الحملة ضد الارهابيين من كل الجبهات في نيجيريا وليس القوات التشادية". وتحركت القوات الاقليمية على جبهات عدة. واحتشدت القوات التشادية وآليات قرب بلدات تسيطر عليها بوكو حرام في مكان غير بعيد عن حدود نيجيريا مع النيجر ما يمهد لعملية اخرى محتملة عبر الحدود.
وقالت اذاعة انفاني الخاصة في النيجر ان "وحدة مؤلفة من 400 الية ودبابة متمركزة بين ماموري وبوسو". وتدعم فرنسا العمليات عبر رحلات استطلاع جوية فوق المناطق الحدودية في تشادوالكاميرون كما قال مسؤولون في باريس. وقتل 13 الف شخص، وارغم اكثر من مليون على مغادرة منازلهم، منذ ان بدات بوكو حرام تمردها في 2009.
وصعدت الجماعة هجماتها في الاسابيع الماضية، في خطوة يعتقد ان هدفها الاخلال بالانتخابات. وحاول المتمردون، لكن بدون جدوى، السيطرة على بلدة مايدوغوري الاستراتيجية في شمال شرق البلاد مرتين في الاسابيع الماضية. والاثنين نجا الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يخوض معركة الانتخابات الرئاسية من هجوم انتحاري استهدف تجمعًا لانصاره في شمال شرق البلاد، حيث تسيطر بوكو حرام على مناطق شاسعة.
ولم تعلن اي جهة حتى الان مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف موقف سيارات تابع لملعب غومبي بعد بضع دقائق من مغادرة جوناثان، لكن فرق الاسعاف ومصدرا طبيا رجحوا ان تكون انتحاريتان قد نفذتاه. وقد ارسل رئيس تشاد ادريس ديبي جنودا الى الكاميرون في منتصف يناير لدعم قوات من ياوندي تتصدى لتوغل متمردين في شمال شرق البلاد.