يؤشر تهافت السياسين المغاربة بكل ألوانهم، من ليبراليين ويساريين وحتى الشيوعيين، على نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يؤدون الصلاة أو مناسك الحج، على أن الإسلام والتدين سيكونان حاضرين بقوة في الحملات الانتخابية القادمة في المغرب حيث تسعى كل الأحزاب إلى سحب البساط من تحت أقدام حزب العدالة والتنمية الإسلامي، التنظيم السياسي الأكثر حظا للفوز بالاستحقاقات المحلية والبرلمانية. فبعد نشر زعيم حزب الاستقلال والعدو السياسي رقم واحد للإسلاميين، حميد شباط لصوره وهو يصلي في بيته، انتشرت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنبيل بنعبد الله وزير السكنى و التعمير و الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ذو المرجعية الشيوعية، و هو يصلي، مما دفع بالكثير من المراقبين إلى تسمية هذا السلوك السياسي الجديد ب"موضة شوفوني كنصلي" التي غزت الوسط السياسي و الاجتماعي بالمغرب. و لقيت الصورة سيلا من الانتقادات خاصة أن ملتقطها كان يوجد أمام الوزير مباشرة و هو قائم يصلي، الامر الذي يفسر الهدف من نشرها. و أجمعت أغلب التعليقات أن الوزير نبيل بنعبد الله يريد تحسين صورته أمام المواطنين بظهوره كشخص يؤدي واجباته الدينية ردا على الانتقادات التي وجهت له كأمين عام لحزب شيوعي، وفي محاولة للقيام بحملة انتخابية قبل الاوان لاستقطاب تعاطف الناس. و كان حميد شباط الأمين العام لحوب الاستقلال قد نشر السنة الماضية صورة في مواقع التواصل الاجتماعي ، و هو يؤدي صلاته، حيث تعرض بدوره لانتقادات واسعة بسبب استعمال الدين في أهداف سياسية. وكانت جل الأحزاب تتهم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ب"توضيف الدين في السياسة"، إلا أن ألد خصومه لجأ، وبطريقة أثارت سخرية شرائح كبيرة من المواطنين، إلى إظهار تدينه لكسب حفنة من الأصوات في الانتخابات القادمة.