نظمت أربع هيئات نقابية، اليوم الجمعة بالرباط، مسيرات وتجمعات خطابية، بمناسبة عيد الشغل، الذي قاطعت احتفالاته هذه السنة أربع مركزيات نقابية.وعقد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والكنفدرالية العامة للشغل، والنقابة الشعبية للمأجورين، تجمعات خطابية ومسيرات جابت عددا من شوارع العاصمة، ورفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بتحسين الوضعية للطبقة العاملة. ففي لقاء خطابي نظمه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الذي يحتفي بعيد الشغل تحت شعار "نضال متواصل من أجل تنفيذ الالتزامات وتوسيع المكتسبات"، أبرز السيد جامع المعتصم، رئيس المجلس الوطني للاتحاد، أن هذا اليوم يشكل مناسبة للتنويه بالمكتسبات التي تحققت لفائدة الطبقة العاملة "رغم محدوديتها"، وكذا لتجديد العزم على مواصلة النضال لتحقيق باقي المطالب. وفي تعليقه على قرار أربع مركزيات نقابية مقاطعة الاحتفال بعيد الشغل هذه السنة، وصف السيد المعتصم القرار ب"غير المبرر"، معتبرا "انسحاب الطبقة العاملة من معترك النضال المستمر للدفاع عن مطالبها بمثابة رسالة سلبية". يشار إلى أن أربع مركزيات نقابية قررت هذه السنة مقاطعة الاحتفالات بعيد الشغل ، ويتعلق الامر بكل من الاتحاد المغربي للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. من جانبه، تطرق رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، السيد سعد الدين العثماني، إلى "الموقف السلبي للمعارضة التي لم تستطع لحد الساعة أن تتقدم بمقترحات عملية تصب في مصلحة الطبقة العاملة"، منتقدا أيضا ما قال إنه "غياب للموضوعية" في تقييمها للمنجزات العديدة التي حققتها الحكومة. وإثر هذا اللقاء الخطابي، جاب مناضلو الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الدراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، عددا من شوارع العاصمة في مسيرة رفعوا خلالها لافتات وشعارات تدعو بالأساس، إلى "محاربة الفساد"، و"تعزيز الحقوق والحريات النقابية"، و"إلزام المشغلين باحترام مقتضيات قانون الشغل". وحسب وثيقة وزعت بالمناسبة، ثمن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب "المكتسبات التي تحققت للشغيلة نتيجة تنفيذ جزء كبير ومهم من مقتضيات اتفاق 26 أبريل 2011 والاتفاقات القطاعية"، ولا سيما الشروع في صرف تعويضات صندوق التعويض عن فقدان الشغل، وتمكين المتقاعدين بالقطاع الخاص الذين لم يستكملوا 3240 يوم من استرجاع مساهماتهم، وكذا الزيادة في الحد الأدنى للأجر. وأكد الاتحاد في المقابل "مواصلته النضال من أجل توسيع المكتسبات، وانخراطه المسؤول في الأوراش الكبرى للإصلاح، بما فيها إصلاح أنظمة التقاعد، وتوسيع الحماية الاجتماعية، ومواصلة إصلاح نظام المقاصة، وإصلاح منظومة الأجور، و المراجعة الشاملة للنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية". من جانبه، قال الكاتب العام الوطني للنقابة الشعبية للمأجورين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخروج في مسيرة احتجاجية في عيد العمال يعد "محطة نضالية من أجل تبليغ هموم الطبقة الشغيلة ورفع ملفاتها المطلبية إلى الحكومة". وأكد أن النقابة التي يمثلها والتي اختارت التعبئة الشاملة شعارا لمسيرة اليوم، لها "كامل الكفاءة والخبرة والتجربة لاقتراح حلول عملية على الحكومة في ما يخص الأوراش الكبرى بما يراعي حقوق الطبقة العاملة".