أطلق الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف دولوار "إعلان حرية التعبير" الذي يتضمن مطالبة للمسؤولين الدينيين في فرنسا بضمان حرية التعبير والحق في ازدراء الأديان. ويبدو أن قلة الإقبال على هذا الإعلان قبل الثالث من مايو/أيار، المهلة التي أعطتها المنظمة لتوقيع المسؤولين الدينيين عليه، يوحي بفشله. الفشل يبدو مصير مبادرة "إعلان حرية التعبير" التي أطلقتها منظمة "مراسلون بلا حدود" شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مما قد يوحي بأن حرية التعبير والحق في ازدراء الأديان ليسا من القيم الأساسية التي يحاول المسؤولون الدينيون في فرنسا الدفاع عنها. فقد أطلق الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار "إعلان حرية التعبير" مساء 11 يناير/كانون الثاني غداة الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة باريس، ليعاد الحديث عنها مجددا في فبراير/شباط بالتعاون مع رئيس مرصد العلمانية جون لوي بيانكو، لجمع أكبر عدد ممكن من توقيعات مسؤولي الأديان في فرنسا قبل يوم 3 مايو/أيار، وهو تاريخ رمزي يوافق "اليوم العالمي لحرية الصحافة". مسؤول منظمة مراسلون بلا حدود اعتبر أن المبادرة قد تكون مرجعا للدفاع عن حرية التعبير وعبر عن رضاه للاهتمام الذي حظيت به. وأضاف "حصلنا على توقيعات لم نكن نأمل بالحصول عليها في البداية، كان علينا العمل جاهدين قبل الظفر بها...كان لا بد من المرور بالكثير من الإجراءات الإدارية وخاصة مع صحيفة "لا كروا " المسيحية. ورغم ذلك يمكن أن ننتبه لتباين كبير بين التفاؤل الذي كان أظهره كريستوف خلال إطلاقه المبادرة والشعور بالإستسلام الذي يشعر به الآن مع اقتراب موعد 3 مايو/أيار، حيث أنه من غير المتوقع أن تعلق المنظمة على هذه المبادرة في الأيام القادمة. حتى أن منظمة "مراسلون لا حدود" التي تنظم في الثالث من مايو/أيار القادم "حفل الحرية" في ساحة الجمهورية في باريس لم تشر إطلاقا خلال ترويجها لهذا الحفل إلى "إعلان حرية التعبير" . ويقول كريستوف دولوار "شعرنا بوجود نوع من الركود، الوضعية أصابها بعض الجمود منذ يناير/كانون الثاني الماضي وأدركنا أن عددا من الحواجز يعوق مع الأسف تقدم هذه المبادرة". ومن بينها الفيتو الذي رفعه المطران جورج بونتياه في وجه هذه المبادرة حيث راسل كل أساقفة فرنسا مطالبا إياهم بعدم التوقيع على هذا الإعلان . وصرح هذا الأخير في صحيفة لاكروا "هذه المبادرة يبدو أنها تتهم الأديان بكونها تناهض حرية التعبير" . ويأسف كريستوف دولوار لأن طلب لقاء رئيس المؤتمر الأسقفي رغم حصوله على موافقة أولوية. ويضيف " لا بد من مواصلة الحوار...جانب هام من المسؤوليين الدينيين أدرك أنه لا وجود لحرية التفكير دون حرية التعبير".