مع حلول اليوم العالمي لمكافحة الفقر، يبدو العالم العربي أحد أبرز المناطق في العالم المعنية بهذه القضية. فوفقا لإحصائيات البنك الدولي في عام 2013، يبلغ عدد سكان العالم العربي حوالي 345 مليون شخص، ويبلغ إجمالي الناتج الملحي للدول العربية مجتمعة تريليون و490 مليار دولار. إلا أن نصيب الفرد من هذا الناتج لا يزيد عن حوالي 3500 دولار في السنة. ويعيش في العالم العربي 11 مليون شخص على أقل من دولار واحد في اليوم وهو ما تصنفه الأممالمتحدة باعتباره "فقرا مدقعا". ووفقا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) فإن الفقر في بلد عربي مثل اليمن على سبيل المثال يؤثر على نحو 42 بالمائة من سكان البلاد. ويعيش 80 بالمائة من فقراء اليمن في مناطق ريفية، ويعيش نصفهم على الأقل على أقل من دولارين في اليوم. أما في مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، تزيد نسبة الفقر عن خمسة وعشرين بالمائة، بل إن ثلثي السكان في صعيد مصر يعانون الفقر. وحتى في بلد نفطي مثل العراق، تبلغ نسبة الفقر، وفقا للبنك الدولي 18.9 بالمائة، في حين تصل في الأردن المجاور إلى 14.4 بالمائة، وفي لبنان تزيد لتصل إلى 28.6 بالمائة. أما الدول التي تنخفض فيها هذه النسبة مثل تونس والجزائر، فتصنف وفقا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية كدول ذات دخل متوسط. ولاتزال الدول ذات مؤشرات التنمية البشرية العالية مثل الكويت والبحرين والإمارات وقطر أقلية بالنسبة لبقية الدول العربية. وترتبط بالفقر في العالم العربي عدة ظواهر اجتماعية من بينها على سبيل المثال: العمالة الهامشية وغير المنتظمة. وعلى صعيد الإسكان، يخلق الفقر تجمعات سكانية عشوائية وهو ما يتبدى بشكل واضح في بلدان مثل مصر ولبنان. أما على مستوى التعليم، تبرز ظاهرة عمالة الأطفال وخروجهم من المدارس في سن مبكرة، إذ يقل معدل الالتحاق بالتعليم في مراحله المختلفة في بلد كالمغرب عن 48 بالمائة. وتوصي الأممالمتحدة بالتصدي للفقر من خلال زيادة الإنفاق على قطاعات أساسية مثل الأمن الغذائي والتعليم والصحة.