اتخذت قضية الملصق بأحد مكاتب إدارة الجمارك المغربية في النقطة الحدودية مع مدينة مليلية والذي أكد فيه المغرب على مغربية المدينة واصفا إيها ب"السليبة" بعدا سياسيا أعاد إلى الذاكرة أحداث جزيرة ليلى والأزمة التي خلفتها بين المغرب واسبانيا. وأكد المغرب من جديد على مغربية المدينتين المحتلتين سبة ومليلية وطالب الحكومة الإسبانية بإيجاد حل جوهري للقضية يحفظ السلم والصداقة التي تربط البلدين. وجاء في تصريح للناطق الرسمي للحكومة المغربي السيد خالد الناصري بأن "المغرب لن يتنازل أبدا عن مغربية مدينتي سبتة ومليلة، ولن أفاجئ أي اسباني بتأكيدي على أن المدينتين مغربيتين". ويأتي هذا القرار المغربي على عكس توقعات رئيس مدينة مليلية السيد خوان خوصي إمبرودا الذي كان يأمل بأن ينزع المغرب الملصق آخذا بعين الاعتبار علاقات الصداقة والجوار بين الجارين. وكان إمبرودا قد عبر الأسبوع الماضي عن اعتقاده أن السلطات المغربية ستقوم بسحب ملصق الجمارك الذي تم نشره في المعبر الحدودي لبني أنصار والذي يتضمن عبارة "السليبة" لوصف ثغر مليلية، وذلك للحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين. وقال رئيس مليلية أن وصف المدينةبالمحتلة هو "هراء" و"استفزاز لإسبانيا ولسكان مليلية"، مؤكدا على علاقات "حسن الجوار والتعاون والصداقة" التي تجمع المغرب وإسبانيا. وقال خوان خوسي إمبرودا أن هذا "الاستفزاز" هو من صنيع "قطاع يمثل أقلية" في المغرب في إشارة إلى رئيس بلدية بني أنصار والعضو في مجلس الشيوخ المغربي يحي يحي الذي قرر إضافة كلمة "المحتلة" إلى كل الوثائق الإدارية التي تشير إلى مدينة مليلية. وقد كانت تصريحات يحيى يحيى الأخيرة واتخاذه قرار إضافة "محتلة" إلى مليلية في الوثائق الإدارية والرسمية التي تمنحها المصالح التابعة لبلدية ني أنصار، خصوصا عقود الازدياد والزواج وغيرها من الوثائق، قد أثارت حفيظة سلطات المدينة وكذا الحكومة الإسبانية التي حركت آلتها الدبلوماسية من أجل حمل المغرب على التراجع عن هذه الإجراءات. بهذا الشكل عمد إمبرودا إلى تجريب قاعدة التفاعل الاجتماعي المغربية "حلاوة اللسان لما تنفع ما ضر خاطر"، بعد التصعيد الذي لجأ إليه الحزب الشعبي ولم يؤد إلى نتيجة. ولابد أن ننوه في هذا المقام بالقدرة الإختزالية التي يمتلكها الحزب الشعبي وسلطات مليلية. مختزلين مشاكل العالم كله في ورقة، وكل الإهتمام والقلق في كلمة، وكأن مليلية وإسبانيا والدنيا خالية من المشاكل إلا وريقة علقت تصف ما يراه المغاربة حقيقة.