أجبرت، الأربعاء، القوات العراقية مجددا على إخلاء بعض مقارها تحت ضغط المجموعات المسلحة التي نجحت في السيطرة على مناطق عدة في البلاد، وسط اتهامات للحكومة والجيش بالتقصير والإهمال. فبعد أن سقطت مدينة الموصل في محافظة نينوى بيد المسلحين، قالت مصادر أمنية ومحلية إن المحافظة برمتها باتت تحت سيطرة هؤلاء، بالإضافة إلى مناطق أخرى من محافظتي صلاح الدين وكركوك. وغداة هذا الانهيار الأمني، الذي دفع ببعض المسؤولين العراقيين لتحميل الحكومة والقيادات العسكرية المسؤولية، انسحبت قوات من الجيش من محيط مدينة الفلوجة التي تخضع منذ أسابيع لسيطرة المسلحين. وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار ل”سكاي نيوز عربية” إن الجيش نقل معظم آلياته من معسكر الحبانية غرب الفلوجة، إثر ورود معلومات استخبارية بشأن عزم المسلحين اقتحامه والسيطرة عليه. كما انسحبت القوات العسكرية من معسكري “طارق” و”المزرعة” في محيط الفلوجة تحسبا لهجوم محتمل من قبل المجموعات المسلحة التي يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. وأفاد مراسلنا في بغداد بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 9 آخرين في انفحار سيارتين مفخختين في ساحة الخنافسة في محافظة كربلاء. سيطرة مؤقتة للمسلحين على بيجي وفي محافظة صلاح الدين، قالت مصادر أمنية إن مجموعة مسلحة تقدمت صوب بيجي، وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة، بالتزامن مع انسحاب الحراس المكلفين حماية المصفاة النفطية في المدينة. وأفاد مصدر أمني أن قوات الأمن تمكنت من طرد الجماعات المسلحة من بيجي عقب السيطرة المؤقتة لهم على القضاء وذلك في عملية أمنية سريعة. ويبدو أن إعلان الحكومة “حالة النفير العام” لم يحل دون استمرار الجيش في الانسحاب من المناطق الساخنة، في خطوة اعتبرها كل من رئيس البرلمان ونائب رئيس الحكومة تخلي عن مهامها بالدفاع عن البلاد. وكان رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، قد اتهم القيادات العسكرية في الموصل بالتخلي “عن واجبها في الدفاع” عن الموصل، واستغرب “هروب الجيش من المدينة” وتركها تحت رحمة “الإرهاب”. أما نائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، فقد حمل الجيش مسؤولية سيطرة المسلحين على محافظة نينوى، عازيا ذلك إلى “الطريقة التي بني بها الجيش على أساس المحاصصة والتسييس والفساد..”. في المقابل، أعلن رئيس الوزراء، نوري المالكي، “النفير العام”، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار المسلحين في السيطرة على مزيد المناطق وسط حال نزوح كثيف للمدنيين إلى إقليم كردستان العراقي. وفي هذا السياق، كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 500 ألف مدني فروا من الموصل، في وقت أمرت وزارة الداخلية بكردستان تسهيل دخول المدنيين إلى أراضي الإقليم. وإزاء توسع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” باتوا يهددون منطقة الشرق الأوسط بأسرها.