أفادت مصادر أمنية عراقية أن مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تمكنوا مساء اليوم الثلاثاء من السيطرة على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية بعد أن سيطروا قبل ذلك على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والواقعة في شمال البلاد. وتمكن مقاتلون ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا، من السيطرة مساء اليوم الثلاثاء على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، حسبما أفاد مسؤول في الشرطة. وجاءت سيطرة هؤلاء المقاتلين على المناطق الواقعة إلى الغرب والجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، مركز المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها. وقال ضابط مسؤول في شرطة كركوك برتبة عقيد لوكالة فرانس برس إن مسلحين من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" سيطروا "على الأبنية الحكومية والأمنية في قضاء الحويجة" غرب كركوك. وأضاف أن المسلحين سرعان ما سيطروا أيضا على نواحي النواب والرياض والعباسي الواقعة غرب كركوك، وناحيتي الرشاد وينكجا جنوبالمدينة. وأفاد المصدر الأمني ومسؤولون محليون أن عناصر التنظيم الجهادي دخلوا قضاء الحويجة والنواحي الأخرى ورفعوا أعلامهم على أبنيتها الرسمية وتجولوا في طرقاتها بعدما انسحبت القوات الحكومية منها. من جهته، قال محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم "أتوجه الى مواطني كركوك بأن يطمأنوا فإننا وضعنا خطة أمنية لمواجهة التحديات"، داعيا إلى "التكاتف والتعاون بالتنسيق مع بغداد والعمل معا سويا وليس هناك أي اعتراض على تعزيز القوات الأمنية". وتابع أن قوات البشمركة الكردية "قوة خاصة وأمنية وجزء من منظمة الأمن العراقي"، في إشارة إلى احتمال الطلب من هذه القوة التوجه إلى مناطق متنازع عليها بين العرب والأكراد في محافظة كركوك. وقد خرجت قبل ذلك مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والواقعة في شمال البلاد عن سلطة القوات الحكومية اليوم الثلاثاء، وباتت تحت سيطرة مجموعات من المسلحين. وفي خصوص ذلك طلب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي من البرلمان إعلان حالة الطوارئ، وأعلن أن الحكومة ستسلح كل مواطن يتطوع "لدحر الإرهاب وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية أن "مجموعات من المسلحين سيطرت على مبنى المحافظة وعلى القنوات الفضائية وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاءوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم". وأضاف أن "أفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والأمنية (...) وأصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة، فيما قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء" من السجون في المدينة. وتابع "مدينة الموصل خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين".