خرج آلاف الأشخاص في دمشق، أمس، لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة، عقب انفجارات هزت العاصمة صباحاً ومدينة حلب (شمال) التي سقط فيها خمسة قتلى . وبلغ عدد القتلى في سوريا حتى عصر أمس، سبعة توزعوا على حلب وريف حمص وإدلب . وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق إن "آلاف الأشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الذين سقطوا برصاص الأمن السوري أثناء تظاهرات الجمعة” . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للذين سقطوا الجمعة خلال إطلاق الرصاص”، مشيراً إلى أن قوات الأمن "أطلقت القنابل المسيلة للدموع” . وحسب تنسيقيات دمشق، فإن قوات الأمن أطلقت النار أيضاً لتفريق المتظاهرين ما أسفر عن إصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين . وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة . في حي التضامن في العاصمة، خرج آلاف في التشييع الذي انطلق ظهراً، حسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي . وأفادت تنسيقيات دمشق عن تنفيذ قوات الأمن حملة اعتقالات . وقتل في سوريا، أمس الأول الجمعة، 29 شخصاً بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الأمن في حيي كفرسوسة والتضامن، حسب المرصد . وسبق تظاهرات التشييع، انفجاران هزّا دمشق صباحاً، تبين أن الأول وقع في أطراف العاصمة أثناء مرور حافلة عسكرية، وأدى إلى إصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا، حسب المرصد . وشهدت بساتين حي برزة في دمشق إطلاق نار من القوات النظامية التي نفذت حملة دهم واعتقالات، ما أسفر عن سقوط جرحى، حسب المرصد وناشطين . في حلب، ثاني كبرى المدن السورية، قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار وقع على مقربة من مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير، حسب المرصد . ولم تعرف ملابسات الحادث بالتفصيل . وقال مصدر في محافظة حلب لوكالة الأنباء السورية "سانا” إن التفجير نفذ بواسطة سيارة مفخخة "وضعها إرهابي أمام مغسل للسيارات وغادر المكان” . وأضاف أن الانفجار أدى إلى مقتل المدنيين عبد الهادي الشامي (25 عاماً)، وحسين حاج مسطو (30 عاماً) والطفل أكرم محبك بن عبد الباسط (10 أعوام)، إضافة إلى إصابة 21 آخرين بجروح حالة اثنين منهم خطرة . وأعلن مدير مشفى الجامعة محمود تسابحجي استقبال 13 مصاباً بالانفجار، توفي أحدهم قبل وصوله إليها، فيما يعالج آخر بالعناية المركزة . وأشار إلى أن بعض الجرحى كانت إصاباتهم خفيفة وقد غادروا المستشفى . وكان مصدر محلي قال "إن تفجيراً استهدف مغسلة للسيارات في حي تل الزرازير في منطقة السكري، دمر المغسل بالكامل . وأشار إلى أن المغسلة لشخص يعمل ضمن اللجان الشعبية” وهي رديف للقوات الأمنية . وأضاف أنه "صودف لدى وقوع الانفجار مرور باص للنقل الداخلي ما أدى إلى ارتفاع عدد الجرحى، بينما دمر المغسل بالكامل” . وقالت الناشطة نور الحلبية "إن أصوات إطلاق رصاص تلت صوت الانفجار، فيما عملت قوات الأمن على قطع الطرقات” . وخرجت تظاهرة طلابية في دير الزور (شرق)، احتجاجاً على قمع السلطات طلاب جامعة حلب، حسب المرصد . في مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة على المدخل الشمالي بين القوات النظامية وعناصر "الجيش السوري الحر” المعارض، حسب المرصد . وسقط قتيل وثلاثة جرحى في قرية الغنطو بريف حمص . في إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن مقتل مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص "مسلحين مجهولين” . كما اغتال مسلحون مجهولون ضابطاً سورياً أمام عيادته في حي السكري بمحافظة حلب . وقال مصدر مقرب من عائلة الضابط إن "مسلحين أطلقوا الرصاص على الطبيب المقدم إسماعيل السليمان أمام عيادته ما أدى إلى وفاته على الفور” . وأضاف أنه "يعمل رئيساً لقسم الأشعة في مشفى الشرطة وهو من أهالي بلدة الأتارب بريف حلب، ولديه 7 أولاد” .