غصّت صالات سينما مركز "لو مول" في بيروت مساء أمس بالمدعوين، لحضور حفل إفتتاح فيلم الفنّانة اللبنانيّة هيفاء وهبي "حلاوة روح". حضر العرض نجوم الفيلم الفنّان محمّد لطفي، والفنّان حكيم، وأيضاً منتج الفيلم محمّد السبكي. وغاب عن حفل الإفتتاح بعض نجوم الفيلم كنجوى فؤاد، وباسم سمرة، وصلاح عبد الله، وذلك لإرتباطهم بتصوير أعمال خاصة بشهر رمضان المبارك. كما تجمهر المئات من معجبي هيفاء وهبي على جانبيْ السجّادة الحمراء المخصّصة للعرض، والتي زيّنت جوانبها حواجز من الورود الحمراء، وذلك لإستقبال نجمتهم هيفاء وهبي، ومحاولة إلتقاط صورة لها على السجّادة الحمراء. "حلاوة روح" هو التجربة السينمائيّة الثانية لهيفاء وهبي بعد فيلم "دكّان شحاتة" الذي عُرض في العام 2009 من إخراج خالد يوسف، وشاركها بطولته عمرو سعد، وغادة عبد الرازق. وتتمحور قصّة الفيلم حول "روح" المرأة المتزوجة من رجل سافر إلى الكويت بعد مضي فترة قصيرة على الزواج من أجل إيجاد فرصة عمل أفضل، وفي ظلّ غياب زوجها، تعيش روح في منزل حماتها وسط حارة شعبيّة يسعى كلّ الرجال فيها إلى إكتساب قلب هيفاء وإستمالتها وحتّى الأعمى منهم. ويلعب الممثّل المصريّ محمّد لطفي دور "المعلّم" الذي يسعى بجميع الأساليب إلى الفوز ب "روح"، ويكلّف بهذه المهمّة قوّاد الحيّ الذي يلعب دوره الفنّان باسم السمرة. ولكنّ المفاجأة تكمن في دور "سيّد" الفتى الصغير، إبن القوّاد، الذي يحاول الوقوف بجانب روح، وحمايتها، واقعاً هو نفسه في غرامها، وفي سحر أنوثتها على الرغم من صغر سنّه، ولا يتوانى عن جمع أولاد الحارة كلّها كي يدافعوا عنها بعبوات نارية صنعوها بأنفسهم. ولكنّهم لا ينجحون في ذلك، وينالون عقوبتهم، في حين تنال "روح" نصيبها من شجع المعلّم (محمد لطفي) الذي يغتصبها بلا هوادة في مشهد دراميّ مؤثّر، وهو المشهد نفسه الذي تعرّضت له الرقابة المصريّة مراراً، وكادت أن تمنع عرض الفيلم بسببه، إلى أن توصّلت إلى حلّ وسط بوضع عبارة "للكبار فقط" على إعلان الفيلم. وتتوالى أحداث القصّة في قالب دراميّ، يضع روح في مواقف عديدة، تظهر غيرة النساء منها، وسعيهن إلى النيل من سمعتها وتلطيخها، وصولاً إلى لجوئها إلى الراقصة المعتزلة التي تلعب دورها الفنّانة القديرة نجوى فؤاد التي تقف بجانبها لمساندتها فتعرّفها على رجل من الأثرياء الذي يحاول بدوره إغواء "روح" وإستمالتها والتركيز على الجانب الجنسيّ فيها. ولن نكشف عن نهاية الفيلم كي لا نفسد على الجمهور متعة مشاهدته، ولكن يمكن وصف تلك النهاية بالمؤثرة جداً، حتّى أنّ العديد من الذين غادروا الصالات الخمس التي فُتحت لإستضافة المدعوين، خرجوا باكين، وآثار الدموع بدت واضحة على عيونهم الحمراء، وكانت أبرزهم الملحقة الإعلاميّة للفنّانة هيفاء وهبي نسرين ظواهرة التي تأثّرت جدّاً بنهاية الفيلم. وهذا دليل على قدرة هيفاء مرّة أخرى على إجتياز الإمتحان الصعب في التمثيل، وعلى إثبات موهبتها بجدارة في هذا المجال على الرغم من الحملة الشرسة التي تتعرّض لها.