غصت قاعة الندوات التابعة لغرفة التجارة والصناعة بمدينة القنيطرة الجمعة بجمهور غفير. لا يتعلق الأمر بعرض مسرحي كوميدي ولا بتجمع خطابي حزبي ، بل جاء الناس بكثرة باحثين عن جواب شاف لسؤال كبير حول “الصحافة والإعلام..أي دور في المجتمع”؟. ذلك هو موضوع الندوة التي نظمها النقابة الوطنية للصحافة المغربية في عاصمة جهة الغرب اشراردة بني حسن وشارك فيها وجوه معروفون في الساحة الإعلامية المغربية، كان في طليعتهم عبد الله البقالي، مدير نشر يومية “العلم” ونائب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والكاتب الصحافي أحمد الجلالي، ومليكة حاتم الوجه التلفزيوني المعروف لدى المشاهدين المغاربة والصحافي محمد سليكي، ابن القنيطرة الذي أسندت له بالمناسبة رئاسة اللجنة التحضيرية لتأسيس الفرع الجهوي لجهة الغرب للنقابة الوطنية للصحافة المغربية. عبد الله البقالي ألقى عرضا قويا وصريحا تفاعل معه الحضور حول واقع الصحافة المغربية ومستقبلها. وأشار المحاضر إلى كثرة المواقع الالكترونية، وظاهرة “المواطن الصحافي الفيسبوكي” متسائلا عن نسبة المصداقية، مقارنا هذا المنتوج الرقمي الجديد بمنتوج المؤسسات الإعلامية الحقيقية التي يحكمها قانون ولها التزامات أخلاقية واضحة تجاه القارئ المستهلك. ولم يفت البقالي الإشارة إلى قرب موعد المؤتمر الوطني للنقابة الوطنية الذي سيعقد بطنجة، على الأرجح ببيت الصحافة الذي يعود فيه الفضل لصاحب الجلالة الذي شجع تشييد هذه المعلمة. ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى اهتمام النقابة الوطنية منذ سنين بجهة الغرب لكن لم تتوفر الشروط المتاحة اليوم لتأسيس فرع بهذه الجهة. من جانبها، سردت الإعلامية المعروفة مليكة حاتم سيرتها المهنية الطويلة ومعاناتها في الاشتغال بالتلفزيون الرسمي المغربي، وتذكرت بألم ضيق الأفق المهني أيام زواج وزارة الداخلية بالإعلام، دون أن تنس المغامرة المحفوفة بكل المخاطر بشأن انتماء الصحافيين للنقابة الوطنية آنذاك. وعرجت المتحدثة على راهن الإعلام الرسمي الذي ينبغي أن يكون خدمة عمومية لأن المواطنين هم من يدفعون له من ضرائبهم، مستهجنة تشجيعه برامج العنف والجريمة في القنوات العمومية. أما أحمد الجلالي، مدير نشر “ماروك تلغراف”، والكاتب الوطني الأسبق لنقابة الصحافيين المغاربة التي قاد التحاقها بالنقابة الوطنية الأم، فقد حصر تدخله الذي لاقى تصفيقات الحاضرين في أكثر من مرة، حصره في الأدوار النظرية للصحافيين في المجتمع الذي يتحركون ضمنه، و الشروط الذاتية والموضوعية لاشتغال الصحافي المغربي من خلال تجارب شخصية، والمقترحات العملية لإنجاح دور الصحافي في مجتمعه، مستندا إلى تجاربه المهنية في الصحافة الجهوية والوطنية والدولية. ولم يفت ابن منطقة الغرب أن يشير إلى ضرورة تمكين الصحافيين من الحصول على المعلومات وتسهيل الولوج إليها في كل المؤسسات واعتبار من يعرقل ذلك جانحا على الأقل تطاله عقوبة منصوص عليها قانونيا. وعن التعنيف الذي يطال أحيانا الصحافيين من قبل قوى الأمن حين تأديتهم قال المتحدث ذاته إن الصحافي ليس عدوا لرجل الأمن ولا خصما له بل يقوم بعمله كما يقوم الأمنيون بمسؤوليتهم تجاه المجتمع، وكلاهما ضروري للاستقرار والتنمية بالمغرب، داعيا إلى مناظرة على المباشر بين الأطر الأمنية والكوادر الإعلامية في حوار علني وصريح يحل المشكلة ويزيل سوء الفهم بين الطرفين. ولكي تستطيع المقاولات الصحافية البقاء على قيد النشر، دعا الجلالي إلى توفير دعم قار ومعقول للصحف والمواقع الإخبارية الجادة والحقيقية وليس المواقع الأشباح جهويا ومحلي.، دعم يكون من الموارد المحلية للجهة ضمن دفتر تحملات واضح ومضبوط. وعلى هامش الندوة، سلمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تذكارين لكل من الزميل محمد البعمراني،قيدوم صحافي جهة الغرب، وكذا الزميل حسن أيت بلا أحد الوجوه البارزة محليا في ميدان الصحافة، اعترافا ببصمتيهما في المهنة، وبدورها كرمت الشبكة المغربية لحماية المال العام، في شخص رئيسها محمد المسكاوي، الزملاء عبد الله البقالي ورضوان حفياني وأحمد نشاطي وأحمد الجلالي.