عرفت مدينة مكناس احتضان النسخة الثانية من مهرجان رسوم الصحف والكارتون خلال أيام 15، 16، و17 من الشهر الماضي، هذا المهرجان الذي تشرف على تنظيمه جمعية مسار للفنون التشكيلية شهد هذه السنة مشاركة عدد مهم من الفنانين المغاربة إلى جانب حضور أسماء عربية وأجنبية، حول تقييم هذه التجربة والحديث عن بعض الاختلالات التي شابت المهرجان على مستوى التنظيم والإكراهات المالية ومستقبل المهرجان ..، كان هذا الحوار الذي أجراه ناجيتون مع الفنان عدنان جابر بصفته أمين مال جمعية مسار للفنون التشكيلية. اختتمت مؤخرا النسخة الثانية من مهرجان رسوم الصحف و الكارتون بمكناس ، بصفتك عضو في المكتب المسير لجمعية مسار للفنون التشكيلية التي أشرفت على تنظيم هذه التظاهرة، كيف تقيم هذه التجربة؟ كانت تجربة رائعة و متميزة على عدة مستويات، فنسخة مكناس عرفت تغطية إعلامية جد مهمة مقارنة مع النسخة السابقة المنظمة بمدينة تارودانت، وعرفت كذلك حضور و مشاركة فنانين من بلدان عربية و أجنبية إلى جانب عدد مهم من الفنانين المغاربة، بالإضافة إلى الشراكات التي نجحنا في عقدها مع عدة مؤسسات. مهرجان رسوم الصحف و الكارتون نجح في كسب رهان الاستمرارية لكن مازالت أمام لجنته المنظمة عدة رهانات وجب عليها العمل لكسبها هي الأخرى مستقبلا . لوحظت بعض الاختلالات على مستوى التنظيم ، ما مرد ذلك؟ فعلا كانت هناك اختلالات في التنظيم لكنها لم تؤثر على نجاح هذه النسخة وذلك راجع بالأساس لعدة عوامل، أولها أن اللجنة المنظمة الفعلية للمهرجان كانت مكونة من شخصين فقط محمد سعداني وعبد ربه وذلك ليس رغبة منا طبعا في الاستحواذ على القرار أو حبا في إقصاء باقي الأعضاء لكن لضرورة بعدهم الجغرافي عنا بحكم عملهم، وأحيي بهذه المناسبة الأستاذين هشام شفيق و عادل أمقران على تعاونهما معنا رغم بعد المسافات . أضف إلى ذلك تأخر صرف الدعم المالي في الحساب البنكي الخاص بالجمعية مما أدى إلى تأجيل عدة مهام كان من المفروض إنجازها بتأن وأريحية و في وقتها المناسب إلى آخر لحظة قبيل بدء فعاليات المهرجان مما حتم علينا الإسراع والعجلة في التنفيذ. زد على ذلك حضور عدد كبير من الضيوف الذي أربك حساباتنا خصوصا على مستوى توفير الإقامة والتعويض عن التنقل. يبقى كل هذا تجربة راكمناها واستفدنا من الأخطاء التي شابتها. عرفت هذه السنة مشاركة فنانين عرب و أجانب، هل تفكرون في جعل مهرجان رسوم الصحف والكارتون مهرجانا دوليا؟ يبقى المهرجان الدولي حلما نتمنى تحقيقه يوما ما لأن مشاركة فنانين من بعض الدول الأجنبية لا يعطي وحده للمهرجان صبغة دولية بمعناها الحقيقي، فلابد من انخراط مجموعة من المؤسسات الرسمية، والتوفر على ميزانية تليق و الحجم الدولي للتظاهرة. سبق وأن تحدث رئيس الجمعية السيد محمد سعداني في حوار إذاعي عن تدخل الرقابة في منع بعض الرسوم الكاريكاتيرية من العرض خلال النسخة الأولى من المهرجان في مدينة تارودانت، هل تكررت الرقابة في نسخة مكناس؟ بالفعل كانت في الدورة السابقة بعض التدخلات طلبت حذف بعض الأعمال المعروضة أما فيما يخص دورة مكناس فلم تكن هناك أية رقابة أو تدخل من أي طرف، بل بالعكس وجدنا ترحيبا وتعاونا كبيرين من جميع الشركاء والفعاليات. كيف تنظرون إلى مستقبل المهرجان؟ المهرجان بصم بقوة المشهد الفني للكاريكاتير بالمغرب وذاع صيته بين مجموعة من الدول العربية، ونال ثقة مجموعة من شركائنا كل هذا يجعلنا نطمئن على المستقبل . بصفتك أمين مال الجمعية ، هل يمكن الحديث عن وجود توازن بين موارد المهرجان، أقصد الدعم المادي الذي خصه الداعمون للمهرجان، والمصاريف؟ أولا أريد أن أصحح أمرا: هناك داعم مالي وحيد وأوحد للمهرجان لحد الآن هو السفارة الأمريكية بالرباط، الشركاء الآخرون دعموا المهرجان إما بأدوات عينية للرسم أو بتوفير المستلزمات اللوجستية أو بتغطيات إعلامية. فيما يخص التوازن بين الموارد و المصاريف فهذا هو العمل الموكول دائما لأمين المال الذي يبقى عليه دائما إيجاد توازن رغم أن الأمر يكون صعبا أحيانا عندما تكون المصاريف أكثر بكثير من الموارد، وتقديم حسابات دقيقة لكل المصاريف للجهة الداعمة لتجديد ثقتها بنا والعمل معنا في نسخ قادمة. ++الحوار تم نشره باتفاق مع موقع ناجي تون.