صدر مؤخرا عن دار الحكمة للنشر والتوزيع المصرية، كتاب جديد للباحث المغربي حفيظ اسليماني، تحت عنوان "إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التوراة والإنجيل". والمؤلف، الذي تكفل بتقديمه، الدكتور محمد البنعيادي، هو عبارة عن رسالة ماستر نوقشت سنة 2011 ماستر الدراسات السامية ومقارنة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس سايس جامعة سيدي محمد بن عبد الله. ونالت درجة مشرف جدا، أشرف عليه فضيلة الدكتور محمد البنعيادي وقام بمناقشتها كل من الدكتور سيدي محمد زهير رئيس حوار الحضارات ومقارنة الأديان و فضيلة الدكتور لخضر بن يحيى زحوط أستاذ مقارنة الأديان. وتماشيا مع أهداف الماستر السالف الذكر، والذي يهتم بمقارنة الأديان كان لزاما على الباحثين في هذا التخصص الخوض في هذا العلم الأصيل عبر التطرق لمواضيع تهتم بالمقارنة بين ما جاء في الاسلام وما حوته اليهودية والمسيحية؛ سواء تعلق الأمر بالعقائد أو الشرائع وغيرها من المواضيع. وبالنسبة للمؤلف، فقد ارتأى البحث في موضوع بشارة التوراة والإنجيل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منطلقا من القرآن الكريم الذي أخبرنا بأن الكتب السابقة بشرت بخير البشرية ومن هذه الآيات يذكر منها: -(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) سورة الأعراف الآية157. - (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ .)سورة الصف الأية 6. فهذه الآيات تخبر أن التوراة والإنجيل قد بشرا بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي كان لزاما عليه سبر أغوار البحث في الموضوع من خلال الكتاب المقدس معتمدا منهجا علميا أكاديميا وتصلت بفضل الله سبحانه إلى تلك النصوص رغم أنهم قاموا بتحريفها محاولين ربط تلك البشارات بالمسيح عليه السلام معتمدين منهج التعسف في تفسير تلك النصوص، إلا أن اعتمادي على أكثر من ترجمة للكتاب المقدس: عربية وعبرية وأنجليزية وفرنسية مكنني من الوقوف على مواضع تلك البشارات. كما اعتمد أيضا على شهادة مسيحيين أسلموا ومن أشهرهم أستاذ اللاهوت دافيد بنامين والمعروف بعد إسلامه بعبد الأحد دواد وله كتاب جد مهم حول الموضوع بعنوان محمد في الكتاب المقدس. وتأتي أهمية هذا الموضوع في كونه يقيم الحجة على المسيحيين انطلاقا من كتابهم من أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام مذكور ومبشر به عندهم، فما عليهم إلا الاعتراف به أو على الأقل عدم التهجم عليه. أضف إلى ذلك فإن هذا الكتاب أيضا يعتبر وسيلة للتصدي للحملات التنصيرية التي تشن على العالم الإسلامي ومن بينها المغرب؛ إذ أنه ما دام نبينا صلى الله عليه وسلم بشَّر به الكتاب المقدس( الترواة والإنجيل) فيكون لزاما على أهل الكتاب الإيمان به وبرسالته لا أن يقوموا بدعوة المسلمين إلى ترك دينهم واعتناق المسيحية. كما يخبر القراء أنه سيصدر كتاب جديدا بعنوان الأناجيل الأربعة دراسة نقدية وهو كتاب غني بالمعلومات التي يتخذها المسلم سلاحا للرد على المسيحيين انطلاقا من كتبهم وسيكون إن شاء الله متوفر بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء هذه السنة.