تشير المؤشرات والتحركات الدولية في اليومين الأخيرين إلى أن المجتمع الدولي يستعد للتدخل العسكري في سوريا بعد لجوء نظام بشار الأسد إلى الاستخدام الواسع للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. هذا يجتمع البرلمان البريطاني الخميس المقبل بصورة طارئة قاطعا عطلته الصيفية لمناقشة رد لندن على الهجوم الكيماوي المفترضة في سوريا، وفقا لما أعلنه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وقال كاميرون في حسابه على شبكة (تويتر) الاجتماعية اليوم "ستوجد مداخلة واضحة من الحكومة وسيتم اجراء تصويت على الرد البريطاني بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية". وتجهز القوات المسلحة البريطانية ل"خطة احتواء" لأي تحرك عسكري وشيك في سوريا ردا على الهجوم الكيماوي الذي يعتقد أن قوات نظام بشار الأسد نفذته في ريف دمشق، وفقا لما أكدته مصادر رسمية. وقال متحدث بإسم الحكومة إن بريطانيا قد تتبنى قرارا قبل معرفة نتائج بعثة الأممالمتحدة التي تتفقد المنطقة التي يفترض بها وقوع الاعتداء الذي أسفر عن مصرع ألف و300 شخص منذ ستة أيام. وأضاف المصدر "لم يتم اتخاذ أي قرار بالفعل، نستمر في دراسة الأمر مع باقي الشركاء الدوليين لمعرفة الرد المناسب، ولكن كجزء من هذا فجاري اعداد خطة لاحتواء الوضع من قبل القوات المسلحة". وأشارت الناطق الرسمي إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيواصل الحوار مع باقي القادة الدوليين للاتفاق على "رد مناسب" أمام النزاع، موضحا أن أي قرار ستتخذه لندن "سيتفق مع القانون الدولي". وأكمل المسئول "توجد دلائل ستأتي من الأممالمتحدة وسندرسها ولكن أيضا توجد عملية موازية تحدث ترتكز على دراسة دلائل موجودة بالفعل، دلائل لدينا والولاياتالمتحدة وباقي الشركاء الدوليين". ويأتي هذا التحرك بعد اجتماع رؤساء أركان 10 دول منها الولاياتالمتحدةالأمريكية امس الثنين في الأردن لبحث احتمالية استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بعد الهجوم الذي تم شنه الأربعاء الماضي بهذه الأسلحة بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وجرى الاجتماع بشكل مغلق في مكان لم تكشف عنه وسائل الإعلام الأردنية بقيادة رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي ونظيره الأردني مشعل الزبن، وفقا لما صرحت به مصادر حكومية أردنية لوكالة (إفي). وشارك في الاجتماع أيضا رؤساء أركان دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وتركيا والسعودية وقطر. والتزم الجيش الأردني الصمت تجاه وصول رؤساء أركان الدول الأجنبية وكذا تفاصيل الاجتماع، بينما أشارت مصادر مطلعة إلى احتمالية إصدار بيان يتضمن نتائج الاجتماع الثلاثاء. يذكر أن المعارضة السورية أدانت سقوط أكثر من ألف و300 قتيل في الغوطة بريف دمشق نتيجة لهجوم كيماوي من قبل قوات نظام بشار الأسد.