تعيش مصر منذ صباح يوم الأربعاء حالة من التوتر المستمرة عقب قيام قوات الأمن بفض اعتصامي الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية بحي مدينة نصر القاهري والنهضة بالجيزة. ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة المصرية فإن عدد القتلى في أحداث العنف التي اندلعت في ربوع البلاد عقب النجاح في فض الاعتصامين وصل إلى 235 شخصا وألفي مصاب وذلك في اعنف يوم يشهده البلد العربي منذ اعلان الجيش عزل مرسي في الثالث من الشهر الماضي، بينما قال التحالف الوطني لدعم الشرعية إنه أحصى حتى ساعات الظهر 2600 قتيل. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن خلاله وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم اليوم في مؤتمر صحفي مقتل 43 شرطيا خلال أحداث العنف، مشيرا إلى أنه قبل بدء فض الاعتصام ناشدت الوزارة المعتصمين الخروج إلا أنهم فوجئوا باطلاق نار وخرطوش على قوات الأمن من ناحيتهم مما دعاهم للتعامل معهم. وأوضح وزير الداخلية ان "عناصر اخوانية" قامت بالهجوم على عدد من أقسام الشرطة أثناء قيام قوات الأمن بفض الاعتصامات في منطقة رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة وأيضا بعض المنشآت الحكومية والكنائس، التي تعرض بعضها للاحراق والتلف. واعتبر إبراهيم أنه لا يمكن الحديث عن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ك"اعتصامين سلميين"، بسبب وجود أسلحة نارية مع العناصر المشاركة. وأشار الوزير إلى أنه جرت محاولات لاقتحام سجني أبو زعبل والفيوم من قبل بعض العناصر، لاعادة البلاد لحالة الانفلات الأمني التي وقعت عقب ثورة 25 يناير 2011. ودفعت الأحداث التي وقعت اليوم نائب الرئيس المصري للعلاقات الخارجية محمد البرادعي لاعلان استقالته حيث قال في نصها "أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسئولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها". وحذر البرادعي من أن "المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفا"، وذلك وسط قلق من تولد أعمال عنف جديدة في البلاد وبالأخص في شبه جزيرة سيناء، التي كانت على مدار الفترة الماضية منطقة توتر واعتداءات ضد الجيش المصري ومنشآت حكومية تقوم بها "جماعات ارهابية" وفقا للسلطات. يأتي هذا في الوقت الذي انطلقت فيه دعوات من بعض النشطاء الاسلاميين على الشبكات الاجتماعية لانطلاق مظاهرات الجمعة المقبلة تحت مسمى "جمعة الغضب"، للرد على ما قام به "الانقلاب الدموي" على حد تعبيرهم. وكانت السلطات المصرية أعلنت اليوم فرض حالة الطوارىء لمدة ثلاثين يوما وحظر التجوال خلالها أو لحين اشعار آخر من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، باستثناء اليوم حيث بدأ الحظر من التاسعة مساء ويستمر حتى السادسة صباحا. ووجه رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي خطابا إلى الشعب المصري بثه التليفزيون المصري قال خلاله ن الحكومة كانت قد أخرت قرار تنفيذ فض الاعتصام ل"اعطاء فرصة لكافة المحاولات الساعية للمصالحة". واعتبر رئيس الوزراء المصري أن "الأمور وصلت لدرجة لا تقبلها دولة تحترم نفسها والمواطنين"، في اشارة إلى تسبب اعتصامات الاسلاميين الذين كانوا يطالبون بعودة مرسي في تعطيل مصالح المواطنين. يأتي هذا في الوقت الذي دعا خلاله المجتمع الدولي إلى ضرورة تجنب العنف واراقة الدماء وتحكيم صوت العقل والسعي نحو المصالحة.