يقوم اليوم الثلاثاء وفد عسكري مغربي بزيارة لإسبانيا، ويرأس الوفد قائد المنطقة الجنوبية ومفتش الأركان العامة اللواء عبد العزيز بناني، ومن المنتظر أن يقوم الضباط المغاربة بعقد لقاء مع نظرائهم الإسبان، في ما يعرف باللجنة العسكرية المختلطة الخامسة بين المغرب وإسبانيا. وقد نوهت مصادر دبلوماسية إسبانية بأهمية هذا اللقاء، وأكدت لصحيفة الإمبرسيال الإسبانية "أنه يعكس بما لا يقبل الشك التحالف المؤسسي والإستراتيجي بين البلدين و الذي قد بلغ سقف اللارجعة". وسيعقد الوفد المغربي عدة اجتماعات مع ضباط الأركان العامة الإسبانية وستتناول على الخصوص التعاون العسكري في المهام الدولية، التكوين و التدريب العسكري وتبادل المعلومات التكنلوجية والعلمية. وسيتذاكر عسكريو البلدين الوضعية في البحر المتوسط والنزاع في الصحراء وتطور الأمور في المغرب العربي والاتجاه العسكري الأوروبي الجديد. وسيتم استقبال الوفد من طرف المسؤولين السياسيين الإسبان في وقت لاحق. و يأتي هذا اللقاء ليعكس متانة العلاقات الإسبانية المغربية بعد أن كانت اللجنة العسكرية المختلطة قد كفت عن عقد لقاءاتها لمدة تزيد عن خمس سنوات أي منذ أبريل 2005. وتأتي هذه الزيارة العسكرية المغربية لإسبانيا متزامنة والأجواء المتوترة التي تخلقها بعض مجموعات اليسار الإسباني فيما يخص ملف التعاون العسكري المغربي الإسباني، وخاصة مبيعات الأسلحة للمغرب التي جاوزت 320 مليون يورو كقيمة معاملة في السنوات الثلاثة الأخيرة. وهكذا ففي الأسبوع الفارط قدمت العديد من مؤسسات المجتمع المدني اليسارية وجمعيات البوليساريو شكاية بهذا الصدد إلى وزارة الصناعة. ومن قبل ذلك قدمت مجموعة من الجمعيات الإسبانية بينها الفرع المحلي لمنظمة العفو الدولية تقريرا للجنة الدفاع في البرلمان الإسباني يندد بارتفاع صادرات إسبانيا من السلاح لدول قالت عنها "لا تحترم حقوق الإنسان"، وتساءل التقرير عن الضمانات المتوفرة لدى الحكومة الإسبانية بأن المغرب لن يستعمل هذا السلاح في قمع الصحراويين الداعمين لجبهة البوليساريو الانفصالية.