اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند بأن استعمار فرنسا للجزائر كان "وحشيا وظالما" لكنه أحجم عن تقديم اعتذار اليوم الخميس للدولة الغنية بالنفط التي تعتبرها باريس شريكا تجاريا رئيسيا. وقال أولوند للبرلمان الجزائري في اليوم الثاني من زيارة تهدف الى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية "على مدى 132 عاما تعرضت الجزائر لنظام وحشي وظالم هو الاستعمار. أعترف بالمعاناة التي سببها". وكان فرانسوا هولاند وصل الى الجزائر أمس الأربعاء بزيارة رسمية تستمر يومين جاعلا منها وجهته الأولى الى المغرب العربي بعدما كان التقليد هو اختيار المغرب كوجهة أولى. والزيارة تحمل حساسيات رمزية بسبب الصراع المغربي-الجزائري الدائم وأساسا ملف الصحراء، واختار الرئيس الفرنسي الجزائر كوجهة أولى له الى شمالي إفريقيا بعد وصوله الى السلطة في ماي الماضي. وهذه الزيارة تشكل خرقا لتقليد يتجلى في ضرورة زيارة كل رئيس فرنسي الرباط كمحطة أولى قبل الجزائر وتونس، وحافظ الرؤساء اليمينيون مثل فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي على هذا التقليد لأنهم يعتبرون المغرب حليفا رئيسيا بل وكذلك حافظ على هذا التقليد الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا ميتران.