أكد الكاتب الروائي والخبير السياسي الباكستاني البريطاني طارق علي، في حفل تقديم ترجمة كتابه "أحاديث مع إدوارد سعيد"، أن رحيل المفكر والكاتب الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد، صاحب كتاب الاستشراق، الذي ساهم في تغيير نظرة الغرب للشرق، "كان بمثابة مأساة حرمت الشعب الفلسطيني من صوته غير الرسمي"، معتبرا أنه "من المؤسف ألا يكمل أحد المسيرة التي بدأها". وجمعت طارق علي وسعيد صداقة طويلة استمرت منذ 1972 ، عندما التقيا لأول مرة بأحد المنتديات في نيويورك، ولا يزال الكاتب الإنجليزي الباكستاني يتحدث عن رفيقه القديم بنفس الحماسة والتأثر، التي تحدث بها عند رحليه في 2003 عن عمر يناهز 76 عاما بسبب سرطان الدم. ولد إدوارد سعيد في القدس الأول من نوفمبر/تشرين ثان 1935 ، وبدأ دراسته في كلية فيكتوريا بالإسكندرية في مصر، ثم سافر إلى الولاياتالمتحدة كطالب، وحصل على درجة الإجازة من جامعة برنستون عام 1957 ثم الماجستير عام 1960 والدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1964. ويقول طارق علي أن سعيد تمكن باستخدام عقله وأفكاره الشجاعة من تحدي الأفكار السائدة سواء في الشرق أو في الغرب دفاعا عن الحقوق الفلسطينية، وكرر ما فعله في فلسطين في الولاياتالمتحدة التي عمل بها كأستاذ للأدب المقارن بجامعة كولومبيا، حيث حظي بشهرة ومكانة كبيرين. وتابع: "ذاعت شهرت الكاتب والمفكر الفلسطيني عالميا بعد نشر كتابه الاستشراق 1978 ، الذي تحدث فيه عن المفهوم الزائف الذي كونه الغرب عن الشرق الأوسط، وهو ما كان بمثابة ذريعة لتبرير احتلال هذه المنطقة، من منطلق أسس رومانسية مغلوطة، تقع مسئوليتها في كثير من الأحيان على العرب أنفسهم". وأكد طارق علي "مثل هذا الكتاب علامة فارقة، حيث أبرز كيف تم تقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية وفقا للمصالح والثقافة المسيحية الغربية، التي حرصت على إظهار الأتراك كأشرار وأشخاص من عصور خيالية". وتابع: "كان إدوارد سعيد صوت وضمير فلسطين، وكان يحظى باحترام غزة ورام الله، وجميع أرجاء العالم العربي، ولم يتمكن أحد حتى الآن من ملئ الفراغ الذي خلفه بعد موته". ويتضمن كتاب علي الصادر في إسبانيا عن دار نشر "أليانزا إديتوريال"، سلسلة من الحوارات المطولة مع سعيد بعد عام من توقيع معاهدة أسلو عام 1993 ، والتي أرست دعائم حكم السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع بداية تغلغل السرطان في جسده.