ذكرت مصادر جد مطلعة من العاصمة الإماراتية أبو ظبي، اليوم الأحد، أن ضباطا من المخابرات الإماراتية انتقلوا إلى العاصمة السعودية الرياض للتحقيق مع أفراد من العائلة الملكية تم اعتقالهم بأمر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتهمة “التخطيط لانقلاب عسكري”. وأفادت ذات المصادر أن “فريقا مكونا من 28 محققا، ما بين ضباط وأفراد أغلبهم من إمارة أبو ظبي وعدد قليل من دبي ومن مدينة العين، وصلوا مساء أمس السبت إلى الرياض، وذلك للمشاركة في التحقيقات الجارية في المملكة” على إثر اعتقال عدد كبير من الأمراء الكبار من العائلة الملكية. وأوضحت ذات المصادر أن ضباط المخابرات الإماراتية انتقلوا إلى الرياض “بناء على طلب تقدمت به المملكة العربية السعودية”، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر غربية عن عملية “استباقية” يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتصفية كل منافسيه على الحكم في حال وفاة والدة الملك سلمان بن عبدالعزيز. هذا وظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز في صور نشرتها وكالة الأنباء السعودية اليوم الأحد، لنفي شائعات ترددت حول صحته، وذهب بعضها إلى التكهن بوفاته، وذلك بعد احتجاز ثلاثة من كبار الأمراء في العائلة المالكة وتوجيه تهم الخيانة إليهم. الأمراء الثلاثة هم شقيق الملك الأصغر أحمد بن عبدالعزيز، وولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف، والأمير نواف بن نايف. وقيل إن الاحتجاز جاء نتيجة محاولة انقلاب على الملك سلمان وولي العهد ابنه محمد. ولم تعلق السلطات السعودية على أنباء الاحتجاز حتى الآن، والتي كشفتها صحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأمريكيتين نقلا عن مصادر أمنية لم تسمها. والأمير أحمد بن عبدالعزيز، البالغ من العمر 78 عاما، هو أصغر أبناء الملك عبدالعزيز المؤسس الباقين. وهو من الأمراء السديريين السبعة، وهم أبناء الملك عبدالعزيز من زوجته حصة بنت احمد السديري، ويمثلون الجناح القوي في العائلة المالكة. وينعكس ذلك بالفعل على رؤية الجبهة المعارضة لمحمد بن سلمان بأحقية الأمير أحمد بالحكم. وحُجب الأمير أحمد مرتين من ولاية العهد، الأولى كانت في عهد الملك عبدالله بعد أن قدّم عليه أخيه الأصغر مقرن بن عبدالعزيز. والثانية كانت باختيار محمد بن سلمان لولاية العهد. وغادر الأمير أحمد المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قبيل اعتقال العشرات من كبار أمراء آل سعود في فندق ريتز كارلتون في الرياض بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان. واستقر المقام بالأمير أحمد في لندن، وتردد أنه لا ينوي العودة للمملكة. وظهر في مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر/أيلول 2018 وهو ينتقد سياسات الملك سلمان وولي عهده. وظهر مخاطبا المحتجين الرافضين لحرب اليمن أمام منزله وقال إن “المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده”، بعد هتافهم “يسقط آل سعود”. كما نفى الأمير أحمد رضاه ورضى العائلة عن هذه السياسات، وقال: “لا ناقة لهم (آل سعود) ولا جمل بالذي يحدث. في أفراد معينين يمكن المسؤولين”.