ذكرت وسائل الإعلام المغربية اليوم الاثنين أن المغرب يشهد هذه الأيام جدلا سياسيا حول تدخل بعض المستشارين والمقربين من الملك محمد السادس لعرقلة مسيرة الإصلاح السياسي التي تعرفها البلاد، حيث اتهم قيادي بارز في حزب رئيس الحكومة، المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة ب"تنفيد أجندة الفساد والاستبداد" بينما اتهمت مقربة من هذا الأخير معروفة بتوجهاتها العلمانية قوى محافظة في المربع الملكي بفرملة أي إصلاح حداثي. وأكدت صحيفة "أخبار اليوم"، في موضوع تحت عنوان "المربع الملكي وسط جدل سياسي ساخن بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة"، أن ندوة نظمتها أسبوعية "المشعل"، يوم الجمعة المنصرم، تحولت إلى مناسبة لتبادل الاتهامات بين قياديين في حزبي العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحاكم)، والأصالة والمعاصرة (المعارضة). ففي الوقت الذي صوب فيه عبد العزيز أفتاتي، برلماني وقيادي حزب العدالة والتنمية، مدفعيته الثقيلة تجاه المستشار الملكي فؤاد علي الهمة، متهما إياه ب"تنفيذ أجندة تخدم الفساد والاستبداد، مدعوما ب"فلول المال"، اتهمت القيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، خديجة الرويسي، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بإتاحة الفرصة لقوى محافظة داخل المربع الملكي لفرملة أي إصلاح. وقالت الرويسي "عندنا محافظون في الدولة وخارجها، وهؤلاء المحافظون لعبوا أدوارا سلبية خلال الإعداد للدستور بين الصيغة التي قدمتها لجنة المانوني وبين الصيغة التي خرجت بها آلية محمد معتصم. ونحن نعرف من دعم الجناح المحافظ". وكشفت الرويسي أن المستشار الملكي فؤاد علي الهمة "ناضل ضد قوى في المربع الملكي كانت ضد الكشف عن مصير جميع المختفين في سجن تازمامارت". من جانبه، عاد أفتاتي إلى اتهام الأصالة والمعاصرة بتسخير أجهزة الدولة لرسم الخريطة السياسية، وإرهاب رجال المال والأعمال.