أدان المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الذي يوجد مقره في بروكسيل٬ بشدة٬ حكما أصدرته محكمة كولن الألمانية في قضية اعتبرت فيها ختان الاطفال مخالفة جنائية يعاقب عليها القانون حتى لو كانت على خلفية دينية، وقال المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة٬ الذي هو عضو في المجلس الأعلى لعلماء المغرب٬ في بيان٬ إن هذا الحكم يمس بحرية التدين ويساهم في المس بمسلمي ويهود ألمانيا وشيطنتهم. وذكر المجلس بأن هذا الطقس الديني ظل دائما يمارس من طرف المسلمين واليهود عبر مجموع التراب الأوروبي٬ وفي احترام تام للشروط الصحية وللقوانين الجاري بها العمل. واعتبر المجلس في ذات البيان الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الطقس الديني يرمز الى نقل المعتقد الديني من الاباء الى الابناء٬ وأن ممارسته مضمونة من كل القوانين في أوروبا والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الانسان. وأعرب المجلس في هذا الصدد عن تضامنه مع الاسر اليهودية والمسلمة بألمانيا٬ وعن ضم صوته الى جانب أصوات ممثلي اليهود والمسلمين الذي أدانوا هذا الحكم ٬ مطالبا بوضع حد لهذا النوع من المس بالحرية الدينية. وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي أجري حديثا في ألمانيا أن معظم الألمان يرفضون إجراء ختان الذكور القائم على أسس دينية. ورأى 56 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن الحكم الذي أصدرته محكمة ولاية شمال الراين ويستفاليا في مدينة كولن غرب البلاد بشأن تجريم ختان الذكور، حكم صائب. وقالت مجلة "فوكوس" الإخبارية الألمانية التي نشرت نتائج الاستطلاع اليوم السبت بتكليف من معهد قياس الرأي "إمنيد" إن 35 في المئة من المستطلعة آراؤهم اعتبروا قرار المحكمة خطأ، بينما لم يبد 10 في المئة من المشاركين رأيا في المسألة. وكانت محكمة الولاية في كولن اعتبر أن ختان الصبية الذكور لأسباب دينية نوعا من الاعتداء البدني الذي يعاقب عليه القانون. هذا ووصف ممثلون عن اليهود والمسلمين وممثلون عن الكنيستين الإنجيلية (البروتستانتية) والكاثوليكية في ألمانيا قرار المحكمة بأنه تدخل في التقاليد الدينية وطالبوا بتصحيح قرار المحكمة ومراجعته.