هاجمت منظمة شباب حزب الأصالة المعاصرة، الحكومة، على خلفية حذف مادة الفلسفة من امتحانات السنة ثانية باكالوريا، واصفة القرار ب"الظالم" وأنه "يضاعف من الأزمات التي عاشها التفكير الفلسفي الحر على مر التاريخ، بدء بإعدام سقراط… إلى نكبة ابن رشد، خصوصا في ظل ظرفية شائكة يمر منها الإنسان المعاصر؛ والمتمثلة في اتساع دائرة التطرف والأفكار الانغلاقية الهدامة". واستهجنت منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، في بلاغ لها “هذه الخطوة المعاكسة للسياق الثقافي المغربي وعهده الجديد المنفتح على قيم الحداثة والكرامة والمواطنة"، معبرة عن شجبها "المحاولات المتكررة للسطو على منابع التفكير التنويري الحر"، داعية إلى "الحد من التربص الدائم الهادف إلى تضييق المساحات الداعية لتنوير الناشئة". وأوضحت أنه "حزب الأصالة والمعاصرة نبه في عدة مناسبات تكرارا ومرارا، من خطورة القرارات الحكومية القاسية اتجاه مختلف مكونات الشعب المغربي وفئاته، فبعد الإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين والتضييق على الحريات الفردية والجماعية وتنصلها من معالجة المشاكل المزمنة التي يعانيها الشباب المغربي، ها هي اليوم تستهدف الحق في تعليم تنويري يتيح إمكانية تربية ملكة النقد والاختلاف والتعايش وتقبل الآخر". ودعت شبيبة البام "كافة القوى والضمائر الحية المؤمنة بقيم التعدد والاختلاف وتنسيب الحقائق، إلى الوقوف سدا منيعا اتجاه الإجهاز على مكتسبات الشعب المغربي ومنها الحق في المعرفة وفي تعليم ديمقراطي مجاني"، معبرة عن "استعدادها الدائم للانخراط الواعي والمسؤول في جميع الخطوات الرامية إلى فرملة هذا المسلسل النكوصي البئيس". وأثار قرار الحكومة إسقاط مادتي التربية الإسلامية والفلسفة من امتحانات السنة ثانية باكالوريا، انتقاد عدد من الفعاليات التعليمية على رأسها جمعيات أساتذة الفلسفة والتربية الإسلامية. كما راسلت المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، اعتبرت فيه أن هذا القرار يُعد "تراجعا عن الإجماع الوطني حول تعميم مادة الفلسفة في امتحانات الباكالوريا المغربية، والذي عبرت عنه في خلاصات الميثاق الوطني للتربية والكوين ومضامين استراتيجية 2015-2013". وكشف الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن الحكومة قررت نقل امتحانات التربية الإسلامية والفلسفة من السنة الثانية باكالوريا إلى السنة الأولى، مشيرا إلى أنها لم تتخذ أي قرار بإلغاء المادتين من المقررات الدراسية الخاصة بمسلك البكالوريا، وأن ما وقع هو "إعادة ترتيب بعض المواد ضمن مسلك السنة الأولى من البكالوريا وليس الإلغاء". وأوضح الخلفي خلال ندوة صحفية عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أمس الخميس بالرباط، ردا على سؤال "إقدام الحكومة على حذف مادة الفلسفة والتربية الإسلامية من مسالك البكالوريا"، أنه ابتداء من الموسم الدراسي الحالي، تقرر نقل إجراء الامتحانات النهائية في مادتي الفلسفة والتربية الإسلامية، إلى السنة الأولى من البكالوريا (الجهوي)، بدل السنة الثانية (الوطني)، وذلك على غرار باقي المواد الأدبية.