انطلقت أشغال الدورة العادية ال35 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، اليوم الاثنين بأديس أبابا، تمهيدا لانعقاد القمة ال30 لرؤساء الدول والحكومات، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء في هذه المؤسسة الإفريقية، ومن بينها المغرب. ويمثل المغرب، الذي عاد في يناير 2017 إلى أسرته المؤسسية الإفريقية، في هذه الدورة (22- 23 يناير)، وفد يتألف من أعضاء البعثة الدائمة للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي وممثلين لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بقيادة بوشعيب العومني، مساعد الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي. وتناقش هذه الدورة، على مدى يومين بمقر الاتحاد، عددا من المواضيع، خاصة تقارير أنشطة لجنة الممثلين الدائمين ولجانها الفرعية، وتقارير مفوضية الاتحاد الإفريقي، والأجهزة الأخرى والمؤسسات المتخصصة التابعة للاتحاد، فضلا عن مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بوضعية تنفيذ المقررات السابقة للمجلس التنفيذي والمؤتمر، بالإضافة إلى مواضيع تتصل بملفات استراتيجية بالنسبة لإفريقيا. وفي كلمة خلال افتتاح الدورة ال35 للجنة، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، إن الاسبوع الحالي سيكون “حاسما” وفرصة للهيئات المسيرة للاتحاد الإفريقي ل”تقييم مدى التقدم المحرز على مدى الأشهر الستة الماضية والاتفاق على المراحل المقبلة لسيرنا الجماعي نحو إفريقيا في سلم وازدهار وفي خدمة شعوبها”. واعتبر فكي أن هذه الدورة تشكل بالتأكيد نقطة انطلاق لهذا المسلسل، مشيرا إلى أن “السير الجيد” لأشغال المداولات “سيؤثر إلى حد كبير، على نجاح الاجتماع الوزاري ومؤتمر القمة” لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي. وأكد رئيس المفوضية على ضرورة مضاعفة الجهود وضم الطاقات حتى يتحقق أيضا خلال سنة 2018 تقدم حاسم في طريق السلم والتنمية والرخاء للدول والشعوب الإفريقية. وحسب فكي محمد، فإن هذه الدورة والاجتماعات المقبلة للمجلس التنفيذي ومؤتمر قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي “يجب أن ترسي أسسا هامة لتحقيق تكامل اقتصادي، ووحدة أكثر تقدما، تماشيا ليس فقط مع تطلعات المؤيدين لوحدة إفريقيا وشعوبها، ولكن أيضا مع المتطلبات الراهنة”. وحول اختيار موضوع سنة 2018 الذي يتمحور حول مكافحة الفساد، أكد فكي أن “وجاهة هذا الخيار بديهية، نظرا لجسامة آفة الفساد في القارة وآثارها المدمرة على التنمية الاقتصادية، والتماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي”. وبخصوص الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، شدد رئيس المفوضية على أن نجاح هذا الإصلاح “ضمانة للرفع من كفاءة اتحادنا لجعله أداة قادرة على حمل طموحاتنا وترجمتها على أرض الواقع. إنه شرط استقلالنا المالي الذي يضمن بدوره تحكمنا في مصيرنا وسيادة قرارنا”. وأكد أنه “بدون استقلاليتها، فإن إفريقيا لا شيء. ومع الاستقلال، يمكن أن تكون كل شيء!”، قائلا إن “التاريخ سيحكم علينا بقسوة إذا فشل هذا الإصلاح في الوفاء وعوده، خاصة وأننا لا نختلف حول الاتجاه الذي يتم اتخاذه. ففي النهاية، تحركنا جميعا نفس قناعة التوجه الإفريقي”. وهكذا انطلقت أشغال الدورة 30 لقمة الاتحاد الافريقي مع الدورة العادية ال35 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الافريقي التي ستتواصل إلى غاية يوم غد الثلاثاء، تمهيدا لعقد الدورة العادية ال32 للمجلس التنفيذي (25-26 يناير الجاري) التي ستتدارس عددا من القضايا الاستراتيجية التي يتضمنها جدول أعمال الدورة العادية ال30 لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الإفريقي (28-29 يناير الجاري)، المنعقد تحت شعار “الانتصار في مكافحة الفساد: نهج مستدام لتحويل إفريقيا”.