مسيرة شعبية مليونية، احتضنتها مدينة الرباط اليوم الأحد 25 مارس 2012، خرج فيها الشعب المغربي بحشوده المعهودة تضامنا مع الشعب الفلسطيني الأسير المحاصر الأعزل، استجابة للنداء الذي أطلقته "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة". انطلقت المسيرة من شارع الحسن الثاني بإزاء "أوطوهول"، مرورا بباب الأحد، حيث تقاطرت على ساحاته الجماهير الشعبية من مدن وقرى البلاد، مسارعة في تلبية نداء الأقصى والقدسوفلسطين، ومؤكدة بحضورها وبهتافاتها على ما لهذه القضية المقدسة من مكانة في وجدان الشعب المغربي الأصيل، وعلى ما لمحنة إخواننا الفلسطينيين من أولوية في انشغالات وهموم المغاربة واهتماماتهم، ومكذبة كل من يزعم أو يظن أن فلسطين ماتت في قلوب أبناء الأمة على الأبد. ضمت المسيرة المليونية التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" أطياف المجتمع المغربي وكل فئاته العمرية، رجالا ونساء وأطفالا وشيبا وشبابا، ومختلف الجمعيات والمنظمات وهيئات المجتمع المدني وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان التي تصدر أعضاء مجلس الإرشاد وأعضاء الأمانة العامة للدائرة السياسية فيها هذه المسيرة الشعبية الضخمة. فأما الهدف من هذه المسيرة الشعبية الكبيرة فيؤكد الأستاذ عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في تصريح خص به موقع "aljamaa.net"، أن "المسيرة هي من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني الجريح، وضدا على احتلال فلسطين وتدنيس الأقصى وتهويد القدس، وللتنديد بالتمييز العنصري الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني المجرم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولنقول لإخواننا الفلسطينيين: نحن كلنا معكم متضامنون قلبا وقالبا." وأما جدوى مثل هذه المسيرات السلمية الشعبية فيما الصهاينة مستمرون في قضم الأراضي الفلسطينية وفي التنكيل بشعب فلسطين، فأكد الأستاذ فتحي أنه "لا شك أن لهذه المسيرات دورا كبيرا في الدفع بالقضية الفلسطسنية، بل هي دعم معنوي لا يستهان به للشعب الفلسطيني في محنته، وهي تعبر عما تشعر به شعوب الأمة من قدسية القضية الفلسطينية" . حضرت فلسطين بقوة في قلوب الحشود الشعبية الضخمة، وحضرت فلسطين في الشعارات التي هتفت الحناجر بأعلى نبراتها تأييدا وتضامنا مع حق الفلسطينيين في أرضهم وحريتهم، وحضرت فلسطين بالأعلام التي توشحت بها الجماهير ورفعتها خفاقة ولوحت بها تعبيرا عن مكانتها في قلوبها، وحضرت فلسطين في صدى هذا الزحف الذي اهتزت له الساحات والشوارع المحيطة بخط سير المسيرة الشعبية. وعند وصول المسيرة إلى شارع محمد الخامس حيث ساحة البريد تم إحراق العلم الصهيوني، وبإزاء محطة القطار ألقى الأستاذ عبد الصمد فتحي منسق "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" كلمة أمام الحشود الشعبية شكر فيها كل المشاركين في هذه المسيرة منظمات وجمعيات وهيئات وأفرادا على ما برهنوا عليه من ارتباط قوي بقضية الأمة المقدسة، وعلى تفانيهم في التضامن معها على الرغم من نكوص الماسكين بزمام الأمور، وعلى الرغم من صمت المنظمات الرسمية والدولية التي تتغاضى عن التهويد الذي تتعرض له مقدسات الأمة في فلسطينالمحتلة، وعن الجرائم التي تقترف في حق البشرية التي يذهب ضحيتها الفلسطينيون جراء الهمجية الصهيونية المستقوية بالحديد والنار. جابت الحشود الشعبية شارع محمد الخامس نحو شارع مولاي يوسف ومنه نحو شارع النصر في لوحة قوية مهيبة مؤثرة تحفها الهتافات القوية والشعارات المدوية الموحية بما تستطيعه الشعوب إن لم يحل بينها وبين بيت المقدس حائل، واختتمت مسيرتها المليونية عند "باب تامسنا" من شارع النصر حيث توجت بدعاء للأستاذ مصطفى الريق عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، على وعد باللقاء في "المسيرة العامية إلى القدس". وجدير بالذكر أن "اللجنة الدولية للمسيرة العالمية إلى القدس" قد دعت إلى تنظيم مسيرة عالمية نحو القدس بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني تحت شعار "الحرية للقدس، لا للاحتلال، ولا لسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد بحق القدس أرضا وشعبا ومقدسات"