قال رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران إن المرحلة مواتية لصعود الإسلاميين إلى الحكم في الجزائر، معتبرا أنه سيكون من الغريب إن لم يتحقق ذلك. وقال بن كيران في حوار مع صحيفة 'الشروق' الجزائرية نشر امس الاربعاء 'إذا كانت الأمور طبيعية، فهذه مرحلة الإسلاميين، سيكون غريبا أن يفوزوا في كافة دول المغرب العربي، وفي الجزائر لا'. ودعا الإسلاميين إلى 'بذل مجهود وتوحيد صفوفهم وتوضيح ذلك للمواطن، بالنسبة لنا، الجزائريون واحد، وكلهم مسلمون، لكن الوقت مناسب لهذا التيار حتى يفوز في الانتخابات التشريعية في الجزائر' التي ستنظم في 10 مايو/أيار المقبل. وقال ' المهم إن المرحلة مؤاتية لصعود الإسلاميين في الجزائر، ولكن الإشكال فقط يكمن في تعدد الأحزاب التي لها مرجعية إسلامية، فهي تتجاوز الخمسة أحزاب، وهذا قد يضعف نوعا ما حظوظها'. وحول العلاقات مع الجزائر قال بن كيران 'التقارب موجود وحاصل، لكن الإشكال في الخطوات العملية، هناك بعض التحفظ من الإخوة الجزائريين، لكننا نشعر هذه الأيام وجود بعض الإشارات الإيجابية تأتينا من الحدود الشرقية، وربما نتوجه نحو فتح الحدود، وأنا قناعتي أن العلاقات الحقيقية ستهزم الحسابات'. وتابع 'هذان شعبان أصح ما يمكن أن يقال فيهما إنهما أخوان إن لم يُقل فيهما أنهما شعب واحد، والمنطق والتاريخ التوجه الطبيعي للأشياء ستصحح الأوضاع وتفتح الحدود وينطلق المغرب العربي، وهذا مسار التاريخ، يمكن أن نقول أن هناك تأجيلا بسبب التخوف والتحفظ من بعض القضايا العالقة'. واعتبر رئيس الحكومة المغربية أن من بين الأشياء التي 'تشوش' على علاقات البلدين قضية الصحراء الغربية. وقال 'ولكن في النهاية القضية موجودة في الأممالمتحدة ولا بد من تركها هناك، ومعالجة قضايانا الاقتصادية والاجتماعية'. وشدّد بن كيران على أنه 'لا يمكن أن نستمر وبجوارنا فرنسا وإسبانيا والبرتغال الذين كوّنوا وحدة في تحرك الأشخاص والأموال، ونحن نبقى بهذه الطريقة لا اعتقد ذلك'. من جانبه قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى في حوار مع صحيفة 'الخبر' نشر اليوم في تقييمه للعلاقات مع المغرب ''أولا نحن جيران ومحتم علينا أن نتعايش معا، بل نحن جيران نتقاسم كثيرا من المعطيات، اللغة والدين والتقاليد...وحتى علاقات الشعبين الجزائري والمغربي ظلت ولا تزال على أحسن ما يرام، وما يمكن قوله أننا بحكم الواقع جيران، ولدينا مستقبل مشترك وماض مشترك أيضا''. وصنّف أويحيى بعض القضايا التي أثارت خلافات بين البلدين ضمن الصفحات المطوية، معتبرا أن نزاع الصحراء الغربية ''متوافق عليه أنه مشكل مطروح بين أيدي الأممالمتحدة لكن القضية بالنسبة للجزائر تبقى مبدأ'' مشيرا إلى أن موقف الجزائر ''لم يتوافق بالضرورة مع طرح إخواننا المغاربة وجاء يوم والحمد لله أن رأى إخواننا أن يحال الملف للأمم المتحدة وأيدناهم في ذلك''. وشدّد على أنه 'لا توجد أي عداوة بيننا'. وحول مسألة فتح الحدود البرية لم يفصل أويحيى في موعد محدد من الجانب الجزائري لفتحها قائلا 'حاليا الأمور تسير بشكل جيد على أساس زيارات متبادلة ولقاءات في الجهتين وهذه تمهد لإعادة الدفء للعلاقات... ولذلك حتما الحدود ستفتح'' . ونفى أن تكون الجزائر ربطت بين فتح الحدود البرية وبين ملف الصحراء الغربية، متمنيا ألا تأتي تصريحات من طرف المسؤولين المغاربة 'تهدم مسعى التقارب بين البلدين'.