تجري محاولات وتأويلات وتكهنات من هنا وهناك بعد عودة الأمور إلى نصابها على معابر الحدود بين مليلية والمغرب، للبحث عن تفسيرات حول أسباب ودواعي الأحداث الأخيرة التي جرت على الحدود بين البلدين والهدف منها. هذا وقد كشفت صحيفة "الباييس" في هذا الإطار عن أن الأممالمتحدة حثت الحكومة الاسبانية في الأول من يوليو الماضي للمساعدة على رفع الحصار عن المفاوضات حول نزاع الصحراء، في غضون الزيارة الذي كان يقوم بها المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس إلى مجموعة بلدان أصدقاء الصحراء وهم: الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة وروسيا) وذكرت الصحيفة أن روس كان قد أرسل برسالة سرية قبل جولته في هذه الدول تتعلق بالمأزق الذي وصلت إليه المحادثات بين البوليساريو والمغرب حيث عزا لسبب بذلك يعود للاثنين معا لكن بوجه الخصوص اتهم الرباط به. وجاء في نص الرسالة "إن الأمين العام وأنا لا نستطيع إقناع الطرفان بالتخلي عن تمسكهما بمواقفهما المتصلبة المتبادلة الرافضة". وأضاف وفقا للصحيفة، "إننا بحاجة لدعم خاص من مجلس الأمن ومن مجموعة أصدقاء الصحراء". وتساءلت الصحيفة استنادا لمصادر دبلوماسية اسبانية في محاولة لربط الأحداث الأخيرة بنزاع الصحراء: هل حاول المغرب إقناع اسبانيا لتأييد عرضها للحكم الذاتي في الصحراء وربطه بضعف مليلية؟ ويعتبر هذا أحد التفسيرات التي يعطيها الدبلوماسيين الأسبان للأحداث الأخيرة. كما يوجد هناك تفسير آخر لها وهو الذي يشير إلى غضب الملك محمد السادس بعد اكتشافه للوجود الاسباني وهو يبحر في السواحل قبالة الريف في يونيو الماضي. ويشار إلى أن موقف الحكومة الاسبانية من الخطة المغربية حول الحكم الذاتي للصحراء موقف متعاطف مع الخطة المغربية المطروحة في عام 2007م، إلا أن الحكومة الاسبانية تتوخى الحذر في تصريحاتها. هذا وأجرى روس الذي تم تعيينه في يناير 2009م ثالث وآخر جولة له بدول المغرب في مارس الماضي، كما أنه نظم أيضا جولتين من المحادثات غير الرسمية كان أخرها في فبراير في نيويورك طالب فيها كلا الوفدين قبول مناقشة اقتراح الطرف الأخر إلا أنه لم يعط الأولوية للعرض المغربي خلافا لسلفه في المنصب.