أكد المحلل السياسي، ادريس الكنبوري، أن اعتقال عدد من الأمراء والمسؤولين في المملكة العربية السعودية بتهم الفساد المالي والاقتصادي مفاجأة كبيرة في بلد ظل يتكتم على الفساد طيلة عقود، بسبب التوازنات العائلية والعشائرية. وأوضح الكنبوري في تدوينة على صفحته الرسيمة بالفايسبوك أن "الفساد في المملكة بني على اقتصاد الريع، لأن الريع يربي الناس على الأخذ وانعدام المسؤولية واعتبار المنصب مغنما. إنه حدث كبير فعلا وغير مسبوق في تاريخ السعودية منذ ظهورها في النصف الأول من القرن العشرين". وقال الكنبوري إنه "بين الأسباب في اعتقادي أن العاهل السعودي يريد أن يهيئ لولي عهده بلدا أكثر أمنا واستقرارا وأحسن صورة أمام الخليجيين والمجتمع الدولي، علما بأن ولي العهد هو الذي يرأس اللجنة الخاصة بقضايا الفساد في البلاد"، مشيرا إلى ان "السبب الآخر قد يعود إلى الأزمة مع قطر، فهذه الأخيرة صارت تركز على قضايا الفساد في السعودية كوسيلة لإحراجها، وهو ما دفع الرياض إلى تنظيف البلاد وتقديم النموذج للخليجيين، انطلاقا من أن خير دفاع هو الهجوم. إحدى الأسباب أيضا قد تكمن في الأزمة المالية في المملكة في السنوات الأخيرة، والتطلع إلى مرحلة ما بعد النفط، وهو ما يستدعي تطهير الإدارة ومؤسسات الدولة من بعض الأمراء الذين كانوا يشكلون عبئا على الدولة، ومعلوم أن عدد الأمراء في السعودية يتجاوز الألف، وهذا يعطينا صورة عن حجم الفساد". وختم الكنبوري تدوينته قائلا "مهما كانت الأسباب ستكون للخطوة السعودية انعكاسات على المجتمعات الخليجية والأنظمة الحاكمة في الخليج، وربما في سائر المنطقة العربية. إحدى المميزات الخاصة للمجتمعات العربية اليوم هي الفساد الذي ينخر كل شيء. الفساد مضاد للتنمية لأنه يسمح بالحصول على المال من دون جهد".