أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الأحد أنه لن يقوم بتسليم سيف الإسلام القذافي المعتقل في الزنتان إلى المحكمة الجنائية الدولية التي ترغب في تسلمه أو محاكمته على الأقل وفق الاتهامات التي وجهتها له قبل أشهر. وأكد المجلس عقب جلسة خصصت لبحث مصير سيف الإسلام أن نجل العقيد الراحل معمر القذافي سيحاكم أمام المحاكم الليبية، كما وعد بأن تكون محاكمته عادلة وشفافة، وهو التعهد ذاته تقريبا الذي قطعه أمس رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحيم الكيب في مؤتمر صحفي بالزنتان التي نقل إليها سيف الإسلام من مدينة أوباري في جنوب ليبيا حيث اعتقل في وقت مبكر السبت. وكان الكيب ومسؤولون ليبيون آخرون قالوا أمس إنهم يريدون أن تكون محاكمة سيف الإسلام في ليبيا مقدمة لبناء دولة القانون. وفي هذا الإطار أيضا، قال مسؤول ملف الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام اليوم إنه سيكون من العدل أن يحاكم الليبيون سيف الإسلام على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الليبي. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شمام قوله إن المجلس الانتقالي سيبحث محاكمة نجل القذافي مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو حين يزور ليبيا غدا الاثنين. وقال أوكامبو أمس إنه سيبحث مع المسؤولين الليبيين كيف وأين سيحاكم سيف الإسلام الذي صدرت في حقه ووالده ورئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي الصيف الماضي مذكرات اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وكانت المحكمة الجنائية قالت أمس إن ليبيا "ملزمة" بموجب قرارات الأممالمتحدة بتسليمها سيف الإسلام, لكنها تركت الباب مفتوحا أمام محاكمته في ليبيا وفق المعايير الدولية وبناءً على التهم ذاتها التي وردت في مذكرة الاعتقال الصادرة في حقه. وقالت متحدثة باسم المحكمة إنه يتعين على ليبيا إذا أرادت محاكمته وفقا لتلك الشروط أن تتقدم بطلب في ذلك إلى لاهاي حيث مقر المحكمة. وحثت دول غربية، بينها فرنسا, ومنظمات دولية منها منظمة العفو الدولية، السلطات الليبية على التعاون بشكل كامل مع المحكمة الجنائية, كما طالبتها بضمان معاملة إنسانية لسيف الإسلام القذافي. وقال المجلس العسكري لمدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) اليوم إنه لن يسلم سيف الإسلام إلى المجلس الانتقالي في طرابلس حتى يتشكل نظام قضائي, وشدد على أنه يتعين محاكمته في ليبيا. وكان نجل القذافي قد نقل أمس إلى مكان في الزنتان وصف بالسري خشية على حياته. وتتفق الروايات على أن سيف الإسلام اعتقل قرب أوباري في جنوب ليبيا بينما كان يحاول الفرار إلى النيجر مع آخرين, إلا أن الاختلاف فيما بين تلك الروايات كان في بعض التفاصيل. وأكدت السرية التابعة للمجلس العسكري للزنتان التي أسرت سيف الإسلام وأربعة من مرافقيه أن عملية الاعتقال جرت ليلا بناء على معلومات سرية قد يكون سربها أحد مرافقي سيف لثوار منطقة برقن القريبة من أوباري. وتقول سرية خالد بن الوليد التابعة لثوار الزنتان إنها نصبت كمينا لسيارتي دفع رباعي كان سيف الإسلام في إحداهما, وإنه لم تكن هناك مقاومة تذكر. وقال العجمي العتيري رئيس السرية التي نفذت العملية للجزيرة إن سيف الإسلام طلب من آسريه إما قتله برصاصة في الرأس وإما نقله إلى الزنتان. ونفى العتيري ما أشيع عن أن سيف الإسلام عرض على آسريه مبلغا ضخما يصل إلى ملياري دولار مقابل الإفراج عنه. وروى أحد المقاتلين الذين شاركوا في العملية أن سيف الإسلام كان "مذعورا" لحظة أسره, لكن مقاتلا آخر يدعى أحمد عامر أكد أن نجل القذافي كان هادئا وشجاعا مع أنه خشي ومرافقوه أن يقتلوا. وأضاف أن أفراد السرية باغتوا سيف الإسلام ومرافقيه –الذين كانوا مسلحين تسليحا خفيفا- ولم يتركوا لهم فرصة للمقاومة. ووفقا لهذا الرواية, فإن الآسرين أطلقوا النار في الهواء وأجبروا سيارتي الدفع الرباعي على التوقف، وهو ما حصل بالفعل. وتقول الرواية إن سيف الإسلام قدم نفسه باسم عبد السلام إلا أن أحد المقاتلين تعرف عليه. وترددت روايات أخرى على شبكة الإنترنت, ويقول بعضها إن سيف قدم نفسه بأنه مربي جمال.